كلما وقع سوء فهم أو سوء تقدير أو سوء تصرف من أفراد محسوبين على جهتين، تقاسم الناس الجهتين، وصاروا شيعا.. في حادثة جناح الإمارات الأخيرة في جنادرية 28، انتقد فريق الدفاع عن الجنادرية والحرس الوطني موقف عضو الهيئة ودخوله على الجناح بشكل اضطر أفراد الحرس المكلفين بضبط الأمن في المكان للتدخل، وهاجم فريق الدفاع عن الهيئة موقف أفراد الحرس واعتبروا تدخلهم تجاوزا كبيرا. ثم انتشرت شعارات التأييد على تطبيقات وبرامج المحادثات وخلال الرسائل الخلوية والمواقع الاجتماعية التي انطلقت بها (الهاشتاقات) المتتالية تأييدا ورفضا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة كليا، وكأننا بصدد حرب ضروس وليس اجتهادات لأفراد أو خطأ فردي ارتكبه فرد من المنظمين وكان ينبغي أن يكون التنسيق بين الجهات الميدانية أكبر والإجراءات أكثر سلاسة. أما نحن فمن مشكلاتنا الكبرى التطرف في المواقف، والتعميم، وسوء الظن وأخذ الكل بجريرة البعض، ولهذا فما أسرع ما ننقسم مع وضد، وما أكثر الذين يرون أنه لا بد أن ننقسم بين مؤيد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو مؤيد للحرس الوطني، في حين لا يمكن أن تستقيم هذه المفاضلة، فالجهازان لا بد أن يحظيا بكل التقدير والاحترام والإجلال لجهودهما من قبل الجميع، حتى بين أفراد الجهازين، فالحرس الوطني حماة الوطن وجنوده والذائدون عن حدوده وكما يدافعون عنا بدمائهم الغالية فلا محل لهم سوى القلوب النابضة، وفوق الرؤوس الشامخة ولولاهم والقطاعات الأمنية ما استتب الأمن ولا وجد أفراد الهيئة متسعا للقيام بدورهم، وتأليب العامة ضد الحرس الوطني ليس في مصلحة الوطن ولا أبنائه، وكان ينبغي ألا نبالغ في ردود أفعالنا ونغفل عن آثار ما نفعله ونحن مندفعون ومتحمسون ونحسب أننا نحسن صنعا، وأما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فسجلهم ثري بالمنجزات الناصعة، ودورهم في حماية الأمن الأخلاقي كبير ومقدر وليس من المصلحة أيضا تحجيمه وانتقاصه. لقد كان الخطأ في الأساس إداريا وكان ينبغي أن يحل إداريا بشكل حضاري دون جلبة وضجيج، فالجنادرية مهرجان وطني وإن لم ير البعض أهميته أو يعتقدوا بجدواه فإن عليهم من باب احترام الآخر أن يحترموا من يرونه علامة بارزة للمناسبات الوطنية ومن يجدون في فعالياته قيمة أو باب رزق أو حتى متعة. ختاما.. قلوبنا الكبيرة تتسع لوطننا الكبير وكل أجهزته وكل أبنائه. [email protected]