img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/krym_1.jpg" alt="“لا لِفَرْضِ الوِصَاية "" title="“لا لِفَرْضِ الوِصَاية "" width="120" height="158" / أمامي وأنا أكتبُ هذا المقال، توصياتُ "مُلتقى الحِرَاك الثقافي في مواقِع التواصُل الاجتماعي" الذي انتهى قبل أيام في مدينة الدّمّام، وأرى فيه بادرةً تُبَشِّر بِخَيْر، فَمَنْ يكون حوارُهُ في وطنه، ومِنْ أجْله، ينبغي أنْ يُحْتَرمَ، أمّا مَنْ يعتمدُون على التهويش، وتحريكِ العواطف، وتحريضِ المشاعر" فلنْ يَضُرّوا اللهَ شيئاً ولهُمْ عذابٌ أليم " (سورة آل عمران، الآية 177) وبئسَ ِمَنْ لا يملكُ شجاعةَ الحِوار على مائدةِ الحوار في وطنِه، ولَمْ يعدْ يكترثُ بأيِّ شيء، وما يهُمُّ كاتبَ المقال هنا تفعيلُ التوصيات، وأنْ لا تكون حِبْرًا على وَرَق، فالوطنُ أهمُّ مِنْ أيِّ شيءٍ كان، أهَمُّ مِنْ فَردٍ لا تعنيهِ إلا مصلحتَهُ الشخصية، وأهَمُّ من جماعةٍ لا ترى أبعدَ مِنْ أنوفِها، وأهمُّ مِنْ فئة أيديها مُلَطّخة بدماءِ الغدْر، والخِيانة. إذاً أرى تفعيلَ التوصيات الداعية ل" حراكٍ تفاعليٍّ تبادُلِيٍّ أُفُقِي"( صحيفة الرياض، غرة جمادى الأولى 1434ه، ص 19) و" ترشيدِه، ومعالجةِ قضاياه، بسلوكٍ منفتحِ التفاعل معه، لا لفرْض الوِصاية" فضلا عن " تطويرِ الأنظمة الموجودة وتفعلِيها، لمحاسبةِ مَنْ يتجاوزُ الثوابتَ الدِّينيّةَ والوطنيّةَ، أو المتعلقةَ بالأشخاص والمؤسسات لتلافي السِّلْبيات، وحماية الحريات" والارتقاء ب" مستوى التواصُل والانفتاح في الإعلامِ التقليدي، إلى مستوى لغةِ التواصُلِ المنضبطِ بالضوابطِ الدِّينيّةِ والوطنية" و" ضرورة تفاعل المؤسسات والمسؤولين مع ما يُقَدَّمُ في هذه الوسائل، بوصْفِها عواملَ مفيدةً لتطورِ الأداء، والتواصُل الاجتماعي" أمّا القضية التي أرى أنها مُهمة وتحتاجُ إلى بَتِّ سريع ف " صياغةِ ميثاقٍ أخلاقي، يشجعُ على الالتزام الدِّيني والوطنيِّ في المشاركةِ في وسائل التواصُل الاجتماعي، بالاتّفاقِ على رؤىً وطنية، يجتمعُ الناس عليها، وتكون الاختلافاتُ فيما دونها" والبيانُ الختاميُّ للملتَقى أشار " إلى أن المجتمع السعودي تأمّل من الحِراك الثقافيِّ في وسائل التواصُل الاجتماعي، أنْ يكون مُعَبِّراً عن: همومِه، وآمالِه، لعدمِ استطاعةِ الإعلامِ التقليديِّ أنْ يُعَبِّرَ عنه، وأنْ يَحْتَرِمَ مُكوِّن المجتمع الأساس وهو: الإسلام، والتركيز على المشترَكات والقضايا الوطنية، ومسارات الإصلاح". لا خطرَ على مجتمعٍ يكون تواصُلُهُ الاجتماعيُّ بسلوكٍ منفتحٍ منضبِط، الخطرُ كل الخطر مِن تواصُل اجتماعي، يهيئُ الناسَ للانقضاضِ على وِحْدَتهم الوطنية، وينمِّي بينهم الأحقادَ، والضغائن، ويصبِغُ حياتهم بمزيجٍ من التشويهِ والتشويش، هؤلاء ينبغي إيقافُهم عندَ حدِّهم، وإغلاقُ تفكيرهم الذي لا يخدمُ الوطن، فَهُمْ تُجّارُ تجهيل، ومروجو سُخْف. [email protected]