كشف الداعية الإسلامي د.طارق السويدان عن أنه لم يكن يتمنى أن يتقلد الإسلاميون الحكم في دول الثورات العربية، وأضاف السويدان كنت أتمنى أن الإسلاميين بالذات أن لا يتولوا في الفترة الأولى بعد الثورات بشكل عام الإخوان المسلمين أو غير الإخوان المسلمين معللاً ذلك بأن التركة ثقيلة جداً، خاصة وأنه ليست لديهم تجربة، كما أنهم للتو خرجوا من السجون، وعليهم ضغوط؛ فإذا اجتمع الأمران فإن الأداء بالتأكيد سيكون فيه ضعف وهذا الذي تبين، ورفض السويدان وصف التجربة بالفشل لأن الإسلاميين حقّقوا نجاحات حقيقية وكبيرة، وقارن السويدان بينها وبين التجربة التركية في صراعها مع العلمانية؛ فالتجربة التركية أخذت عشرين سنة حتى يتخلصوا من حكم العسكر، وأخذت أكثر من عشرين سنة حتى يقروا دستورا جديدا مثلاً، وأخذوا أيضاً أكثر من عشر سنين إلى أن يطمئنوا أن الانتخابات نزيهة، فهذه كلها أشياء تحققت في الربيع العربي. وعن تهمة أخونة الدولة أوضح السويدان أن الحديث لا يجب أن يكون عن أخونة الدولة أو علمنة الدولة بل إن هناك مبادئ رئيسية في الحكم، منها ما يسمى في علم الإدارة الانسجام؛ فمن الأفضل أن تكون البرلمانات مشتركة ومختلطة وليست من جهة واحدة، وذلك لتمحيص الرأي والنقاش حوله، لكن في المقابل من الطبيعي أن تكون الحكومات منسجمة؛ لأن التنفيذ هو المطلوب ومن الصعوبة التنفيذ في أجواء غير منسجمة. وأشار السويدان إلى التجربة الديمقراطية في الغرب التي أخذت أكثر من مائتي سنة إلى أن استقرت في الغرب، فمثلاً أمريكا إلى سنة ألف وتسعمائة وعشرين كانت المرأة لا تنتخب، وإلى سنة ألف وتسعمائة وأربعين كان هناك تزوير في الانتخابات الأمريكية، وبعد هذه السنين الطويلة كلها استقرت. وأكد السويدان أن الائتلافات الحكومية تتعرض للاهتزازات وبالتالي السقوط، وهناك دول تشكل أربع أو خمس حكومات بسبب ذلك. مؤكداً أنه من الأفضل أن تكون الحكومة منسجمة، بينما البرلمان الذي هو ساحة التشريع تمثل فيه كل الآراء.