خير رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني السلطات الاتحادية ببغداد أمس بين عقد شراكة «حقيقية» أو أن يسلك كل طرف «الطريق إلى ما يراه مناسبًا» في حال لم يتحقق ذلك، وقال بارزاني في افتتاح «المؤتمر الدولي حول جرائم الإبادة بحق الأكراد» في أربيل عاصمة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي: «هل نحن شركاء وحلفاء أم لا؟ لماذا لسنا شركاء حتى الآن؟ وإذا كان الأمر يتعلق بالتبعية فنحن لا نقبل التبعية»، وأضاف بارزاني «إذا كان الجواب نعم، فنريد شراكة حقيقية وليس مجرد أقوال، وإذا كان الجواب لا، فليسلك إذا كل طرف الطريق الذي يراه مناسبا»، من دون أي توضيحات إضافية. وشهدت العلاقة بين أربيل وبغداد مؤخرًا تدهورا إضافيًا بسبب إقرار البرلمان العراقي للموازنة العامة في غياب النواب الأكراد الذين كانوا يطالبون بإضافة 4.5 مليار دولار قيمة مستحقات شركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم، ويمثل هذا الخلاف فصلًا جديدًا في سلسلة الخلافات بين الإقليم الكردي والحكومة في بغداد، وجزءًا من الأزمة السياسية العامة التي تعيشها البلاد منذ عشية الانسحاب العسكري الأمريكي نهاية 2011، ورأى بارزاني الذي ارتدى الزي التقليدي الكردي أن العراق وبعد 10 سنوات من إسقاط نظامه السابق، يعيش «أزمة حقيقية على كل الأصعدة سببها الرئيسي عدم الالتزام بالدستور». ويتهم بارزاني ومعه أطراف سياسية أخرى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 بالتسلط والتفرد بالحكم، علمًا بأن خصوم المالكي حاولوا في السابق سحب الثقة منه في البرلمان من دون أن ينجحوا في ذلك، ومؤتمر أربيل الذي يعقد تحت شعار «من الدموع إلى الأمل» ويستمر 3 أيام، ينظم لمناسبة مرور 25 عامًا على حملة الأنفال التي راح ضحيتها آلاف الأكراد إبان نظام صدام حسين. ويحضر المؤتمر مسؤولون عراقيون بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري وهو كردي، ونواب في البرلمان، إلى جانب دبلوماسيين أجانب سابقين وحاليين بينهم السفير الأمريكي السابق لدى العراق زلماي خليل زاد.