ناقش المشاركون في ندوة «المدينة» حول «الشباب والإعلام الجديد.. التطلعات المستقبلية» مدى نجاح الوسائل الإعلامية الحديثة، وكيفية دعمها وحمايتها، وطالب المشاركون في المحور الأول من الندوة بضرورة تفعيل قوانين الحماية لتلك الوسائل المنتشرة على شبكة الانترنت. وفي المحاور التالية من الندوة ناقش المشاركون تأثير وسائل الإعلام الجديدة ومدى تكوينه رأيا عاما، حيث رصد الدكتور سعود كاتب أستاذ الإعلام الجديد بجامعة الملك عبدالعزيز في حديثه مدى انتشار وسائل الإعلام الحديثة في العالم، مدللا بذلك على ما حققته من نجاح، وما استحوذت عليه من اهتمام، وأشار إلى أن نصف مليار مشارك على «تويتر» في العالم، وأكثر من مليار مستخدم للفيس بوك، وهو دليل كبير على نجاح تلك المواقع، ويضيف: عندما نجد أن ثلثي رؤساء العالم دخلوا معترك هذه الوسائل، فهو دليل آخر على نجاحها حتى بدأت الشركات تدخل هذا المجال، وهو ما يثبت نجاح هذه الوسائل، بالإضافة إلى دخول الهواتف الذكية بقوة في مجتمعنا. وحول نجاح الإعلام الجديد في تكوين رأي عام، قال الإعلامي أنور عسيري: لاحظت أن الوسائل الجديدة والتي يرتادها الشباب استطاعت تكوين رأي موحد في قضايا معينة، في ظل هذه الثورة التقنية، حيث استطاع الشباب التوحد على قضايا موحدة تمس المواطن السعودي، ولو أخذنا حادثة الطفلة «رهام» مثالا سنرى أن هذه الوسائل استطاعت إيصال معاناتها والمشاكل التي حدثت لها بسبب خطأ طبي. والدليل المعاملة والإجراءات التي اتخذت في هذه القضية وبسرعة عالية وذلك بسبب تكاتف الشباب والمشاركين في هذه الوسائل وتوحدهم حول قضية واحدة. وأضاف أن هناك الكثير من القضايا التي رأينا فيها كيف استطاعت هذه الوسائل توجيه الرأي العام فيها. وترى رزان أن هذه الوسائل هي أقربها وأصدقها للمجتمع، خصوصا أننا بعد 2011 صرنا نأحذ الناتج بشكل كبير وموثق. ويقول الزيلعي اننا استطعنا في فترة قصيرة خلق رأي عام موحد للقضايا التي تهم الشباب والمواطن والمجتمع بشكل عام، كما اعتقد أن تلك الوسائل سيكون لها تأثير قوي في المستقبل. وتعتبر فدوى جوهرجي، الناشطة بالمواقع الاجتماعية، أنه باستخدام برامج التواصل الاجتماعي الحديثة، يصبح التواصل متجانسا، ويمكن من خلاله تكوين رأي عام، وتشكيل وجدان الجماهير. وأكد ياسر العطاس أن وسائل الإعلام الجديدة ستكون هي المؤثرة في تكوين الرأي العام في المستقبل، وحتى الآن لو لاحظنا بعض القضايا نرى أن المجتمع يتوجه إلى هذه الوسائل لسماع آراء الشباب في قضايا محددة. وترى أروى تركستاني طالبة الإعلام والناشطة في هذا المجال، أن وسائل الإعلام الجديد هي صوت جيل الشباب والمنبر الذي يعبرون به عن رأيهم حتى انه سيكون من الغريب أن نجد شخصا لا يستخدم هذه الوسائل في هذا العصر. ويقول د.سعود كاتب: إننا في الوقت الحالي نرى أن الإعلام الجديد أصبح له دور كبير في تكوين رأي عام، فهذا الإعلام تسيد وأنصف المواطن في قضاياه التي ظلت طويلا دون حلول، وأرى أن اهم مميزات الاعلام الجديد اننا نستطيع المشاركة في كثير من القضايا دون ادنى خوف، وأجبرنا المسؤولين على سماع آرائنا وإيجاد الحلول مباشرة، ويعود الفضل إلى وسائل الاعلام الجديد والشباب، ولكن علينا تكوين رأي عام ايجابي حتى نستفيد منها في حلول قضايا المجتمع. المحور الثالث.. المصداقية ويشير وائل الحفضي إلى وجود مشكلة في المصداقية، ولكن ليست معدومة، خصوصا في الأخبار، لأننا نستقيها من الإعلام الجديد، وهذا بسبب تأخر الوسائل الرسمية في بث الأخبار، وهو ما يسبب غياب بعض المصداقية. ويؤكد الزيلعي وجود بعض المصداقية ولكنها ليست غائبة، ويعود السبب أيضا إلى غياب المصدر الرسمي الحقيقي ليؤكد المعلومة، والشواهد كثيرة، فالأخبار الرئيسية المتعلقة بالدوائر الرسمية نفتقر لمصداقيتها بالوسائل الجديدة، لأنها تعتمد على الإعلام التقليدي لبث الخبر والمعلومة. ويوضح د.سعود كاتب أن هناك فرقا في مصداقية الوسائل الجديدة، فأرى أن الوسائل صادقة بدرجة كبيرة والمسؤولية تعود إلى المستقي للمعلومة بنفسه، فهو يستطيع معرفة المعلومة ومدى مصداقيتها، فلو دققنا على مصدر المعلومة سنعرف مدى مصداقيتها من عدمه والأمثلة كثيرة على ذلك، فمثلا كارثة سيول جدة غالبية المجتمع والمؤسسات والعالم اجمع استقى المعلومة من وسائل الإعلام الجديد، ولكن أحيانا السرعة في بث الخبر تؤدي إلى قلة مصداقية بعض الأخبار. ويشير أنور عسيري إلى أن هناك شخصيات كبيرة تعمل بمؤسسات أيضا مرموقة على اتصال بوسائل الإعلام الجديد ويملكون مصداقية عالية، فإذا تم نشر معلومة فمن المؤكد أن نصدق هذه المعلومة. ويرى سليمان المسعودي ان وسائل الإعلام الجديدة ناجحة بشكل كبير في المعلومات والاخبار التي تبثها والدليل اعتماد بعض المؤسسات الرسمية على هذه المواقع لتستقي منها المعلومة في ظل تأخر المصدر الرسمي للمعلومة في بثه. ويؤكد ياسر العطاس ان الاعلام الجديد لديه مصداقية عالية لانها هي وسيلة الفرد والمجتمع سويا، فمن غير المعقول ألا نصدق معلومة أو واقعة نشرها صاحبها على أحد المواقع الاجتماعية. المحور الرابع.. مواقع التواصل يقول الدكتور سعود كاتب: استمعت لبعض المطالبين بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا ضد هذه الأفكار، فالمضحك أن من يطالب بإغلاق هذه المواقع هم من مستخدميها، فالرقابة لن تجدي على هذه المواقع المطلوب وجود أنظمة صارمة وحاسمة توقف غير المهذب عند حده حتى لا يتكرر الخطأ. ويضيف الزيلعي أنه من المفترض وجود انظمة تحمي مستخدمي المواقع حتى نكون في بيئة مناسبة لتبادل المعرفة والحل هو تفعيل القوانين فقط وليس مراقبة أو إغلاقها. ويرفض سليمان المسعودي وضع رقابة على وسائل الاعلام الجديد، ويقول: هناك قانون ولكنه يتبع وزارة الثقافة والاعلام أطالب بنقله إلى وزارة العدل وربطه بالقضاء، كما يجب تفعيل محاكم للنشر الالكتروني. ويوضح أنور عسيري أن المشكلة لدينا في تنفيذ القوانين، فلدينا أنظمة ممتازة، ولكن فقط ينقصنا التطبيق الصحيح داخل المجتمع، فما قيمة القوانين إذا لم تطبق؟. ويؤكد خالد المطرفي أن الأنظمة هي الحل لمنع وجود أخطاء او اشاعات او أكاذيب او حتى شتائم داخل المواقع الاجتماعية، فلو طبقنا الأنظمة ما احتجنا لظهور بعض الداعين لاغلاق ومراقبة هذه المواقع.