أكدت المملكة على ان الوضع في سوريا بلغ حداً مأساوياً يحتم على الجميع التعاون لنصرة الشعب السوري وإنهاء محنته والعمل على انتقال السلطة بجميع الوسائل الممكنة.وشددت على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في رصد الانتهاكات الجسيمة والواسعة التي ترتكبها السلطات السورية بحق أبناء الشعب السوري.وطالبت في بيانها الذي ألقاه امس مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف الدكتور عبدالوهاب عطار خلال الحوار التفاعلي لمجلس حقوق الإنسان مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق في سوريا ، بضرورة توحيد الموقف الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا. وأوضح الدكتور عطار أن رئيس البعثة الدولية قدم معلومات مهمة تؤكد الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في سوريا التي تشير إلى وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق الشعب السوري على أيدي قوات النظام بما في ذلك القتل والتعذيب وهتك الأعراض والإختفاء القسري وغير ذلك من الأفعال غير الإنسانية.وقال « إن الأوضاع الإنسانية والمأساوية التي يعيشها أبناء الشعب السوري تتفاقم للأسف الشديد وأن المملكة العربية السعودية تؤكد المرة تلو الأخرى أن التخاذل الدولي في وقف سياسة القتل والبطش الممنهجة التي يتبعها النظام السوري قد أدى إلى تفاقم الوضع وتعاظم المأساة» ، مبيناً أن المجتمع الدولي لا يزال محجماً عن الحاجات الضرورية للشعب السوري لتمكينه من الدفاع المشروع عن نفسه الذي تؤكد عليه الشرائع والقوانين كافة.وبين أنه في ظل استمرار دعم بعض الأطراف الدولية الفاعلة للنظام السوري يصر النظام على المضي في فرض الحل العسكري بكل ما ينطوي عليه ذلك من سفك للدماء البريئة وتدمير البلاد واستخدام الأسلحة المدمرة كإطلاق صواريخ سكود والمدفعية الثقيلة على المناطق المدنية. الى ذلك قصف الطيران الحربي السوري أمس الاثنين حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) حيث تدور اشتباكات غداة دخول مقاتلي المعارضة إلى الحي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت القوات النظامية سيطرت على الحي في الأول من مارس 2012 إثر قصف ومعارك استمرت نحو شهر. وقتل أمس الأول الأحد 175 شخصًا جراء أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بينهم 79 جنديًا نظاميًا. وقال المرصد في بريد إلكتروني أمس «نفذت طائرة حربية غارة جوية على حي بابا عمرو في ظل استمرار الاشتباكات في جزء من الحي» لليوم الثاني على التوالي. وأضاف ان القوات النظامية تستقدم تعزيزات إلى حواجزها العسكرية في الحي، وتستهدف أجزاء منه برشاشاتها الثقيلة. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «الاشتباكات استمرت متقطعة طوال الليل»، متوقعًا أن تحاول القوات النظامية «طرد المقاتلين من الحي مهما كلف الأمر، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير ما تبقى منه». وأضاف «لا يمكن للنظام أن يسمح ببقاء المقاتلين في الحي، وذلك لتحقيق نصر معنوي لأن حي بابا عمرو رمز ومعروف في كل وسائل الإعلام الدولية». ويقع الحي في جنوب غرب المدينة التي أطلق عليها اسم «عاصمة الثورة» بعد أن انطلقت منها المعارك ضد القوات النظامية. وأعلنت مجموعات مقاتلة معارضة للنظام في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت إطلاق معركة «الفتح المبين» لتحرير الحي وتخفيف الضغط عن أحياء محاصرة منذ أكثر من 8 أشهر في وسط مدينة حمص. وتشن القوات النظامية حملة على هذه الأحياء منذ أكثر من أسبوع. من جهته، أكد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني وقوفه مع الشعب السوري وثورته وليس مع نظام بشار الأسد وإيران. وقال قباني لصحيفة «الأنباء» الكويتية في مقابلة نشرت أمس ان التواصل بينه وبين مفتي سورية وقياداتها الدينية مقطوع منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، مضيفا : «نحن مع الشعب السوري وثورته ولسنا مع النظام ولا مع إيران ومخططاتها التوسعية». وأكد تأييده لسياسة النأي بالنفس المعتمدة من الحكومة اللبنانية حيال الأزمة السورية، مشيرًا إلى تآكل مؤسسات الدولة اللبنانية ما يجعلها عاجزة عن تقدم الإغاثة الشاملة لآلاف النازحين السوريين. وردًا على سؤال بشأن تقديم المساعدات للاجئين السوريين في لبنان على أساس طائفي أجاب بالقول «نحن في دار الفتوى لا نسأل ولا نفرق، لا يصح في الإسلام ذلك، أنت تساعد الإنسان مادام محتاجًا لا يجوز في الإسلام أن تميز في العطاء بين الناس بين المحتاجين لسلوك معين أو لاعتقاد معين، فنحن عندما نساعد لا نفرق بين احد ونساعد الجميع».