عودة لهذا الموضوع الشائك في عالم الإنشاد ومن خلال هذه الثنائية وقع الخلط عند المتلقي حول قضية استخدام الموسيقى في الإنشاد والتحول الكلي من الانشاد إلى الغناء . استخدام الموسيقى في النشيد هي قضية معروفة والخلاف فيها هو خلاف حول مشروعية استخدام الموسيقى من عدمها في النشيد بل حتى الإيقاع له مؤيدوه ومعارضوه ولا يقف الخلاف عند هذا الحد فنحن نجد من يرفض النشيد جملة وتفصيلا ويراه مدخلا للتصوف والحديث حول هذا الأمر يطول . الأهم من كل هذا أن المنشد هنا مازال يحتفظ بمكانه في المجال الهادف حتى لو استخدم الموسيقى في أعماله ونجده منتميا في كل ما يقدمه إلى المجال الإنشادي وذلك بمحافظته على الكلمة الهادفة و تواجده في المهرجانات الانشادية مثل ماهر زين و يحيى حوى و أحمد الهاجري و حمود الخضر والقائمة تطول هنا. أما التحول من الانشاد إلى الغناء فهو مختلف تماماً لأنه انتقال من حالة إلى حالة أخرى ومن ثقافة إلى ثقافة مضادة تماماً بل يصل التناقض فيها إلى حد العداء وهو الامر الذي كثر في الآونة الأخيرة سواء بالانتقال من الغناء إلى الانشاد مثل الوسمي وفضل شاكر والمازم أو من الانشاد إلى الغناء مثل فهد الكبيسي وأبو عبدالملك . وهذا الانتقال الاخير يرفضه تماماً المتلقي للفن الهادف ويعتبره انحرافا عن المنهج السليم وفي الوسط هناك من الفنانين من يظهر فقط في مواسم الخير ببعض الأناشيد الروحانية أو كما يسميها الموسيقار حلمي بكر(زكاة عن أعمالهم ) ولعل أكثر التحولات إثارة هو انتقال فضل شاكر للإنشاد و انتقال ابي عبدالملك للغناء وذلك نظرا لشهرتهما وأيضاً لما صاحب ذلك التحول من تصريحات فالأول كان تحوله بنكهة سياسية في مناهضته لظلم بشار الأسد أما محسن الدوسري فبتصريحاته المثيرة وانه انتقل من الحسن للأحسن على الرغم من انه لم يكن ذكيا بما يكفي ليصبح نجما في المجال الغنائي هبل اختار لنفسه الجلسات الشعبية وبأداء مشابه لأداء ( مغنيين الأفراح ) . هذا التحول قد يحكمه أحيانا سوق المنشد فتجده ان شعر بقرب فشله في المجال الذي اختاره يثير أزمة إعلامية حوله لكي ينشط ذاكرة الناس فيتذكرونه وتمتلئ المنتديات بذكره ولا تتعجب إن سمعت بعودة الفنان أو توبته فربما لا يجد له مكانا هناك كما كان يحلم. آخر القول : هناك تحول يكون بفضل من الله وتوفيقه وهناك تحول آخر إنما هو ابتلاء .