ما زال الفن التشكيلي في بحث مستمر عن نوافذ جديدة ليجسر المسافة بينه وبين المتلقي، بحيث يسهم التقارب بينهما في إشاعة الثقافة البصرية، وشيوع ثقافة الجمال، عبر تقديم الفن على نحو مقبول وممكن الاقتناء.. ووفق هذه الفلسفة جاء معرض «السوق للأعمال الفنية» الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الشؤون الثقافية بصالة عبدالله القصبي بالمركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة، مقدمة عبر هذا المعرض خدمة كبيرة للوسط التشكيلي، فالمعرض الذي افتتحته سيدة الأعمال مضاوي الحصون الأسبوع الماضي اعتبره الكثيرون نقلة نوعية في التجارب التشكيلية المطروحة في الفن المعاصر، حيث بلغ عدد المشاركين فيه (119) فنانًا وفنانة، قدموا ما مجموعه (309) أعمالا تشكيلية، قُبل منها (122) عملاً تشكيليا للعرض يخص (79) فنانا وفنانة، وجملة هذه الأعمال التي قبلت للعرض أظهرت مقدرة كبيرة للفنانين، وعكست بجلاء التطور الذي تشهده الساحة التشكيلية السعودية. ليجد المعرض الإشادة من الفنانين، وفي هذا الصدد يقول الفنان أحمد بن عبدالله البار: سعدت كثيرًا بمشاركتي وحصولي على جائزة في معرض سوق الأعمال الصغيرة للعام الميلادي 2013 والمقام حاليًا في المركز السعودي بجدة، والذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام قسم الفنون التشكيلية والثقافية، وقدمت ثلاثة أعمال تجريد بعنوان الفرح بخامة الإكليريك والباستيل، ومن الجميل أن أشارك في هذا المعرض مع أبرز فناني المملكة العربية السعودية، ولا شك أن اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بمثل هذه المعارض يأتي من اهتمام بالغ وحرص شديد منها للارتقاء بهذا الفن الجميل، حيث شاهدنا نماذج جميلة وراقية ومميزة لأشهر الفنانين والفنانات على مستوى مملكتنا الحبيبة، كما يهدف المعرض إلى نشر الثقافة البصرية ورفع الذوق العام لدى العامة، وإظهار جماليات الفن التشكيلي المعاصر وقيمه الفنية عن طريق نشر اللوحات التشكيلية مختلفة المدارس والخامة والأسلوب والفكرة والتقنية، والارتقاء بالذوق العام. ومن الجميل أن نشاهد إبداعات الفنانين على الصعيد المحلي والدولي، والوزارة تسعى دومًا لتقديم ما هو أفضل داخليًا وخارجيًا، واهتمام الوزارة بمعارض وورش الفن التشكيلي الحديث والمعاصر دعم لكل المتذوقين والمهتمين بهذا المجال الجميل، فقد تنوعت الأعمال من حيث المضمون والتقنية لكل فنان مشارك في هذا المعرض الجميل. ويختم البار بقوله: أتمنى أن نشاهد مزيدًا من المعارض لتثري لنا جميعًا روائع الفن التشكيلي الحديث والمعاصر الجميل وقدرة الفنان التشكيلي السعودي والذي أبدع في هذا المجال، كل بطريقته الخاصة وأسلوبه المميز، وشكري الجزيل للأعضاء المنظمين ولقطاع وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الفنون التشكيلية وكل العاملين على دعمهم المتواصل للحركة التشكيلية. أهداف نبيلة أما الفنان سامي البار فقال: دائمًا ما تحظى المناسبات الفنية والمعارض والمسابقات التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الشؤون الثقافية بالنجاح المميز، وهي فرصة لتجمع وبروز ومشاركة الفنانين على مستوى الوطن وخارج الوطن، وكانت مشاركتي في معرض السوق للأعمال الصغيرة مشاركة وتفاعل مع زملائي الفنانين لعرض أعمالنا للجمهور وفرصة لعرض وتسويق وبيع أعمالنا التشكيلية الصغيرة وبأسعار في متناول الجميع وذلك لإثراء الفنون البصرية ورفع المستوى الجمالي والوعي الفني، وكذلك التعريف بأهمية الفن التشكيلي وهذا من أهداف المعرض الأساسية وقد قام المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة مشكورًا بتنظيم هذا المعرض المميز. وبفضل الله تعالى وتوفيقه حصلت في هذا المعرض على جائزة اقتناء أولى والحمد لله رب العالمين. واكتفى الفنان سعد الملحم بقوله: سعدت بالمشاركة في هذا المعرض والذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام من أجل إثراء الفن التشكيلي وإيصاله للجميع والجميل كذلك هو الافتتاح والإقبال على المعرض والذي يشكل نجاحا كبيرا من خلال تواجد نخبه من ابرز الفنانين والفنانات. فيما يرى سعيد لافي أن إقامة مثل هذه المعارض تشجع الفنان على الإبداع، مضيفًا بقوله: رغم صغر حجم اللوحات إلا أن ذلك لم يمنع الفنانين المشاركين من التميز من خلال أعمالهم، وأتمنى أن تواصل الوزارة إقامة مثل هذه المعارض. وتعلق الفنانة سيما آل عبدالحي على المعرض ومشاركتها فيه بقولها: «منذ القدم» مجموعة من ستة لوحات أخرجها معرضي الأول (من فوق الأرفف) للنور في عام 2009 م. وحقيقة لم توضع هذه اللوحات على الرفوف مطلقًا قبل العرض، إلا أنها ركنت على الأرفف ثلاث سنوات بعد العرض.. أي حملت من اسمه لتكون فعلاً ابنة له. اسمها اشتققته من شكلها وألوانها، وبداية الفكرة كانت عبارة عن أشكال لفتحات نوافذ على شكل يشبه شكل الأقواس والتي كانت تحملها المنازل الطينية القديمة ومنها جاءت الألوان الترابية والزخارف البسيطة واندمج معها قطع من الورق الذي قمت بتصنيعه ليعطي للوحات لمسة حداثة ومعاصرة. سنحت لي هذه الفرصة لإعادة عرضها في جدة وهي تحمل جائزة وسعدت كثيرًا بهذه المشاركة والتي تتيح للفنان العرض وتتيح للمشتري سهولة الاقتناء لأعمال أصلية إن كان من هواة الفن أو من هواة امتلاك لوحاته. من وحي الأسبوع وتكشف الفنانة حوراء علي المغيزل عن جوهر مشاركتها في المعرض قائلة: أحمد الله على الفوز في هذه المسابقة القوية وسط هذا الكم من الأعمال الراقية والجميلة، وأستطيع القول إن هذا النجاح دفعة قوية في مشوار رقي لوحتي الفنية، حيث قدمت في هذا المعرض ثلاث لوحات هي جزء من مجموعة تتكون من سبع لوحات أعبر فيها عن رؤيتي لأيام الأسبوع. وتلخصت مشاركتي في هذا المعرض بأيام الخميس والسبت والأحد والتي عدت في تسميتها إلى القديم من أسماء الأيام لدى العرب في الجزيرة العربية وهي الخميس (مؤنس) والسبت (شيار) والأحد (أوهد). وقد نفدتها على لوحات خشبية صغيرة بمقاس 30×50 سم بخامات متعددة من العجائن والكولاج وبأساليب من الحفر والطباعة. وقد خلصت من هذه التجربة إلى حقيقة أن المعارض والمسابقات الدورية تتيح للفنان فرصة كبيرة لتنظيم مشاركاته بشكل مناسب، ولهذا أشكر القائمين على أمر المعرض، وأبارك لجميع الفنانات والفنانين المشاركين والفائزين في هذه المسابقة.