«راحوا الطيبيين» عبارة تتردد كثيرا خلال الفترة الأخيرة عبر أجهزة البرودكاست ومواقع التواصل الالكتروني، تحمل ذكريات قديمة محملة بعبق الماضي، وتنتشر في الاجتماعات العائلية ولقاءات زملاء العمل، وما أن تقع عليها العين تظهر ابتسامة الحنين والإبحار في بحر الذكريات نحو الزمن الجميل، ونردد في خلجات أنفسنا «نعم.. راح زمان الطبيين». ولا تذكر تلك العبارة إلا مصحوبة بالذكريات، واجترار بعض أحاديث الماضي، وقد أكد العديد من المتداولين لتلك الذكريات إنها نوع من التذكير ببعض الأشياء التي كانت متداولة لعدة سنوات وتلاشت. فتقول سارة عدنان عندما استقبل «برودكاستات» عن ذكريات الطيبين اشعر بنوع من السعادة والفرح واسرح بمخيلتي لا أيام الطفولة البريئة والتي كانت لاتتعدا ألعابنا عن عروسة باربي نحصل عليها عند النجاح كمكافأة، بينما اليوم يحصل أبناء هذا الجيل على الألعاب والأجهزة الالكترونية الحديثة طيلة الوقت دون ان يكون هناك مناسبة مما افقدهم متعة اللعب وقيمة الشيء المقدم إليهم. وعن سر انتشار مثل تلك البردكاستات والتي تحمل بعض الصور لألعاب قديمة أو أدوات كانت تستخدم، تقول أمنية الشريف لا اعلم ما السبب في انتشارها فجأة ربما يكون الحنين الى الماضي من قبل فئة من كبار السن، وتتابع حديثها وتقول كل شيء كان في الماضي جميل وبسيط عكس الآن. بينما تخالفهم روزانا العمري الرأي وتقول لكل عصر متعته، فليس معنى تداول ذكريات الطيبيين اننا من «الأشرار» او إننا لن نحمل ذكريات لمن بعدنا، فنحن جيل التقنية والالكترونيات والاي باد وشاشات البلازما فلكل عصر متطلباته واحتياجاته. وحول ذلك تقول المستشارة الأسرية الدكتورة سلمى سيبيه: أن تناقل الذكريات شيء طبيعي لان الانسان في فترات من عمره يشعر بحنين إلى الماضي خاصة إذ كانت تلك الذكريات متعلقة بشخصيات رحلوا أو بأماكن قد اندثرت خاصة في عصرنا حيث السمة الغالبة علية السرعة وذلك لتطوره نظرا بأجهزة حديثة أصبحت مسيطرة على حياتنا كذلك افتقدنا روح الحميمية فيما بيننا لنجعل تواصلنا فقط عبر الأجهزة دون الحاجة إلى التواصل الاجتماعي حتى في بعض الأحيان نقوم باللعب مع بعضنا عن طريق العاب «الأون لاين» عبر الانترنت، لكن هنا الذكريات عبارة عن برودكاستات تتناقل عبر أجهزة الكترونية وفق مجريات المجتمع لنجدها تحمل في طياتها صورا لأجهزة كانت تتواجد داخل كل منزل مثل ألعاب الأتاري الالكترونية البدائية، والتي اندثرت، كذلك اجهزة التلفاز، أما الان فظهرت اجهزة جديدة فكل عدة اشهر نسمع عن اجهزة مختلفة لتبعدنا اكثر ولتسيطر علينا اكثر. وتضيف اكثر الذين افتقدوا هذه الذكريات هم من فئة عمرية كبيرة ومتوسطة، عايشوا القديم وعاصروا الطفرة الالكترونية فشعروا بنوع من الحميمية والحنين الى ذكريات الزمن الجميل، والتي افتقدها ابناءنا من الجيل الجديد والذين لايعرفون سوى الآي باد والآي فون.. فنحن حقا «الطيبين» الذين لم نعرف سوى الأتاري والكمبيوتر والذي كان قمة ترفنا آنذاك.