«انتبه ...الثورة ترجع إلى الخلف « .. هكذا يعلق المصريون بطريقتهم على المشهد المصري الراهن، وسط انشغال جميع الأطراف السياسية بحسابات المكسب والخسارة بعيدا عن مصلحة الوطن واهداف الثورة . « المدينة « حاورت نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور مختار غباشى حول رؤيته للمشهد الدامى ومآلاته والمخارج المطلوب اللجوء اليها لتجاوز الوضع الراهن بما يحقق استقرار الوطن وتحقيق أهداف الثورة .. بادرناه بالسؤال: * كيف تقرأ المشهد الدامى ومسؤولية الاطراف التى تتصدر المشهد ؟ يجب التحرك وبصورة عاجلة لاحتواء الاحتقان الموجود حاليا في الشارع المصري ، فاستمرار الاحتقان الدامى سيقود الى نتائج « كارثية « يتحمل مسؤوليتها كافة الاطراف السياسية بعد أن سيطر « الارتباك « على أداء وتعاطى جميع الأطراف مع تداعيات الأزمة ، وأن القيادة السياسية « حكومة ورئاسة « لم تقدم الطرح الكافى لتستوعب غضب الشارع ، وكما أن قوى المعارضة للنظام وخاضة جبهة الانقاذ الوطنى لم تطرح البديل المقبول من الشارع عن النظام الحاكم . * من المسؤول النظام أم المعارضة ؟ كل الأطراف مسؤولة وبنفس القدر عن حالة الارتباك التى تعيشها مصر على مدار الايام الماضية وهى مرشحة أن تأخذ منحنيات خطيرة فى حال التأخر عن مواجهة الموقف بشجاعة ومن كل الأطراف ، و تتحمل القوى السياسية المختلفة» نظاما ومعارضة « مسؤولية ما يحدث بسبب حالة « التعنت «غير المفهوم وغير المبرر من قبل المعارضة، وعدم الشفافية من جانب النظام ، وأن التشدد بات عنوانا لمواقف كل الأطراف حيث ترى المعارضة ان الوقت بات متاحا لها لتحقيق كل أهدافها ودون الانتظار لمخاطر الاحتكام للصندوف، وتتشدد تيارات الاسلام السياسى أيضا باعتبار أن ما حققته من مكاسب تم بارادة الشعب المصرى ولايجوز التفريط فيه. * كيف ترى المخارج المقبولة من جميع الاطراف ل « حلحلة « الازمة الراهنة ؟ من وجهة نظرى ، ارى أن كل الأطراف مطالبة بتقديم تنازلات حتى يلتقى الجميع عند الحد الأدنى من المطالب المتوافق عليها ، وأرى ايضا ان الشروط المسبقة التى تضعها جبهة الانقاذ للدخول فى الحوار ، أمر غير مقبول ، وان الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة ، ودونه اشاعة الفوضى والتخريب ربوع مصر ، كما ارى الدعوة لاسقاط النظام غير مبررة حيث ان الرئاسة هي الهيئة الشرعية الوحيدة في مصر حاليا و الرئيس جاء بانتخابات حرة ونزيهة وبالتالي وهو رئيس شرعي ولا يمكن اسقاط شرعيته الا بانتخابات وعبر الصندوق! . وأضاف « غباشى « : إن أخطر ما يواجه مصر الآن هو عدم وجود تفاهم مشترك بين القوتين الكبيرتين اللتين تمثلان الثورة، القوى الإسلامية بتجمعاتها سواء كانوا إخواناً أو سلفيين والقوى المدنية بتجمعاتها سواء كانوا اشتراكيين أو ليبراليين ، و أن التجاذبات والاستقطابات السياسية بين القوى الثورية والبحث عن الذات والمصلحة الشخصية أسباب رئيسية للفرقة الآن بين القوى الثورية التى اتحدت من قبل وأسقطت نظام حسنى مبارك. * ما هو المطلوب من مؤسسة الرئاسة بعد تكرار دعوتها للحوار وتكرار رد الانقاذ بالرفض ؟ الرئاسة والانقاذ والقوى الثورية فى الشارع يجب أن تقف أمام مسؤوليتها التاريخية لانقاذ الوطن ، والرئاسة مطالبة بالصراحة والشفافية مع المواطنين وابلاغ المواطنين بما جرى مناقشته داخل لجنة الحوار وحقيقة مواقف الاطراف المقاطعة ، وأن الرئيس عليه إبلاغ الشارع برغبته فى الحوار وكشف مواقف الانقاذ ، وخاصة أن الجلسة الاخيرة شارك فيها « الموالين « للنظام وقاطعته « الانقاذ « ، ولابد أن يبلغ الرئيس مرسى تفاصيل اتصالات الرئاسة مع الاطراف الرافضة للحوار للمواطنين إذا كانت هناك اتصالات معهم وحتى يتبين الرأى العام حقيقة مواقف كل الاطراف ، ولكن حتى الآن كانت احاديث الرئيس مرسى ومستشاريه ملتبسة ومرتبكة ، كما أن أصرار المعارضة على الرفض المستمر للحوار يعكس حالة « التوهان « التى تعيشها وبنفس القدر من التوهان الذى يعيشه مستشارو الرئيس ، وأن استمرار المعارضة فى الرفض سوف ينعكس سلبيا على رصيدها فى الشارع حيث يراها الرأى العام أنها تتعمد التصعيد وتصدير الازمة رغم الآثار السلبية لاستمرار الازمة على حياة المواطنين.