من المتفق عليه أن للمطر محب وكاره.. فلا غرابة أن نجد البعض قد أبدى حبه الحميم لشيءٍ ما، بينما نجد آخرون يكرهون هذا الشيء ويسيئون إليه بشتى العبارات، وقد لا يقفون عند هذا الحد فقط، بل يذهبون بعيداً بأن ينتقدوا محبة الآخرين له..! ووزارة العمل بقيادة وزيرها المحترم عادل فقيه نجد من يثني عليها وعلى قراراتها وحسن جرأتها في اتخاذ قرارات صائبة وجريئة تنصب في مصلحة الوطن وأبنائه أولاً وقبل كل شيء، رغم صعوبة هضم هذه القرارات لدى الغالبية العظمى من أصحاب المصالح الشخصية، وطبيعي هناك من لا يثني ولا حتى يسمح بتداول الجمل والعبارات عن هذا الموضوع؛ الذي طغى على كل أحاديث المجالس في أيامنا هذه، خصوصاً بما يتعلق بالنطاقات وألوانها الحمراء والصفراء والخضراء، وما تنطوي عليه من ضغوط السعودة، قد لا يتحملها بعض أصحاب الأعمال، وزاد من حنق هؤلاء رسوم تجديد رخص العمالة التي قفزت من مائتي ريال إلى ألفين وأربعمائة ريال. ومن الطبيعي أن بعض أصحاب الأعمال ممن لديهم عمالة كبيرة، قد فاجأتهم هذه القرارات وألقوا باللوم على وزارة العمل، وانهالوا عليها ونعتوها بجميع الأوصاف، وبعبارات تكون أحياناً غير لائقة. وهناك من الحكماء والعقلاء من رجال الأعمال ممن يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وفوق مصلحتهم الخاصة؛ أسرَّتهم هذه القرارات وأدخلت البهجة على قلوبهم، لأنهم يعلمون حق العلم بأن هذه القرارات لم تعلن إلاَّ بعد دراسة مستفيضة لجميع جوانبها سلباً وإيجاباً. وفى الحقيقة.. من أجمل اللحظات أن نرى أبناء هذا الوطن الأعزاء وقد تبوأوا وشغلوا وظائف كانت إلى زمن قريب يشغلها وافدون. فبالأمس القريب سررتُ وانتابني الفرح البالغ والفخر والإعزاز عندما ذهبت وعائلتى الى أحد المطاعم فى المدينةالمنورة لأجد أكثرمن 70% من العمالة في هذا المطعم "سعودية" من أبناء وطني الغالي، ومنهم من ينتمي لعوائل معروفة، وذات جاه وصيت وثراء، لا يهمهم العمل كنادلين ومباشرين لزبائن من جنسيتهم السعودية، بعد أن عاهدوا أنفسهم أن يتقمّصوا اللباقة وحسن الأخلاق، والتفاني في العمل، غير مبالين بشىء.. وقد ارتدوا علناً لباس الشجاعة والإقدام، وقذفوا خلف ظهورهم بالأفكار والهواجس التى كان يتخيّلها بعضهم بإصرارهم في الحصول على وظائف تُؤمِّن لهم مكاتب وثيرة وكراسي دوارة.. والحمد لله على كل حال فقد أصبح ذلك من الماضى السحيق. [email protected]