أنا مطلقة، وأحب طليقي لدرجة أني لم أستطع الزواج من بعده، علمًا بأني مطلقة منذ ست سنوات ولديَّ طفلة، كانت بيننا علاقة قبل الزواج وتزوجنا، وأنا الآن أكلمه ولا أستطيع العيش بدونه، علما أنني يتيمة الأب، وطليقي مدمن مخدرات لكني شديدة التعلق به، ومنذ طلاقنا وأنا لم أتوانَ عن البكاء عليه، أريد حلاً لأمري، وأريد أن يعود لي وتعود الحياة كما كانت، علما أن هناك مشاكل كبيرة بين أهلي وأهله، وهو يبلغ من العمر أربعين عامًا، وليس لديه أطفال سوى طفلتنا، وقد سبق له الزواج بغيري وانفصل، وأصبحت دائمة التفكير بالانتحار، فماذا افعل؟ م.ن - جدة يجيب عن الاستشارة استاذة الدراسات الاسلامية الدكتورة نهى قاطرجي فتقول: إن حبك لطليقك الذي استمر بعد الطلاق، على الرغم من كونه مدمن مخدرات، أمر استوقفني قليلا، وتفكرت عندئذ في تكوين الإنسان الذي كثيرا ما يصر على الخطأ مع علمه ويقينه بأنه خطأ. وهذا يرجع لعدم وجود الإرادة لديه في التغيير. هذه الإرادة يمكن أن تقوى بالتفكير والمقارنة والترجيح بين الإيجابيات والسلبيات، فإذا رجحت كفة السلبيات -كما هو الحال عندك- عندئذ يحكم الإنسان عقله، ويختار مصلحته ومصلحة من حوله، ويبتعد عن اتباع الهوى، الذي يمكن أن يوصله إلى التهلكة. بناء على ما تقدم أنصحك -يا عزيزتي- أن تنجي بنفسك وبابنتك من خطر تعايشكما مع هذا الرجل المدمن، ومما يعينك على ذلك التفكر بأضرار الإدمان الذي لا يفقد العقل فقط، ولكنه يفقد المال والولد ويجر المدمن لارتكاب المنكرات من دون وعي وإدراك.. لذلك أنصحك بعقد العزم على الخلاص من حب هذا الرجل، وهذا طبعا ليس بالأمر السهل، ولكن باستعانتك بالله عز وجل لن تجدي شيئا صعبا، فإذا جعلت نصب عينيك هدف مرضاة الله عز وجل، ومساعدة ابنتك والنجاة بنفسك؛ فستجدين العون والمدد من الله عز وجل.. وتأكدي بأنك إذا تمكنت من التخلص من هذا الحب فإنك ستنظرين إلى الحياة بنظرة مليئة بالأمل والتفاؤل والحب، وإن شاء الله سيعوضك الله برجل أفضل منه، ولكن المهم أن تفتحي الباب لهذا الرجل وتستقبليه وتستمعي إليه.. وهذا الأمر لن يحدث طالما يستحوذ حب طليقك على تفكيرك. أخيرا عزيزتي، تقولين بأنك تفكرين بالانتحار بشكل دائم، وهذا الأمر مؤسف جدا، إذ هل يعقل أن تخسري دنياك وآخرتك من أجل أي شخص كان، بغض النظر إن كان هذا الرجل زوجًا أم لا، وبغض النظر إن كان هذا الرجل سيئًا أم لا؟ وأظن أنه لا يخفى عليك عواقب الانتحار ونتيجته؟ ثم هل تعتقدين بأنك إذا فعلت ذلك سيحزن عليك طليقك ويندم على فعلته ويموت من بعدك؟ وهل فكرت وأنت في خضم هذا كله ما هو مصير ابنتك من بعدك؟ وكيف سيكون موقفها في الحياة وهي ابنة امرأة منتحرة وأب مدمن؟ فكري يا عزيزتي بعقلك واتركي الحب جانبا.. ف»ليس بالحب وحده يحيا الإنسان».