سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدافع وطني بحت ليس مِنْ مصلحةِ هذا الوطن ومواطِنِيه، أنْ يكونَ فيه مائةُ مستشفى فقط، مُعْتَمَدَة من: المجلسِ المركزيِّ لاعتمادِ المنشآتِ الصحية في المملكة!!
بهذا الدافعِ يشهدُ اللهُ أكتُبُ. أمرٌ مُخْجِلٌ حَقّاً، ومُعِيبٌ، ولا يليقُ ببلدٍ مِن أغنى دُول العالَمِ دخلاً، ومِنْ أكثرِها مشروعاتٍ تنمويةً، رَصَدَ هذا العام 820 مليار ريال للإنفاق على مشروعات: التنميةِ البشرية، والخِدْمات التعليميّة، والصحيّة، والاجتماعيّة، وعلى قِمةِ هرمِهِ رجُلٌ مسؤولٌ، مُخِْلِصٌ اسمُه «عبد الله بن عبد العزيز» خاطبَ كُلّ وزيرٍ ومسؤولٍ وهو يُقِرُّ ميزانيةَ هذا العام قائلاً:» :» لا عُذْرَ لكُم بَعْدَ اليوم في تَقْصِيرٍ، أو تَهَاوُنٍ، أو إِهْمَالٍ. واعلمُوا أنّكم مسؤولونَ أمامَ اللهِ -جَلَّ جلالُه- ثُمَّ أمامَنا، عن أيِّ تقصيرٍ يضرُّ باستراتيجيةِ الدّوْلة. وعلى كُلِّ وزيرٍ ومسؤول أنْ يظهرَ مِنْ خلالِ الإعلام، ليشرحَ ما يَخُصُّ قطاعَهُ بِشَكْلٍ مُفَصَّلٍ ودقيق»( صحيفة المدينةالمنورة، 17 صفر 1434ه، ص 15). أقولُ: أمْرٌ مُخْجِلٌ حقّاً ومُعِيبٌ أنّ « عددَ المستشفيات المُجَازَة مِن المجلسِ المركزيِّ لاعتماد المنشآت الصحية في المملكة، لم يتجاوز 100 مستشفى، من إجمالي عدد مستشفيات وِزَارة الصحة، البالغة 580 مستشفىً، أيْ أنّ 83% من المستشفيات غَيْرُ مُعْتَمَدَة» وَفْقاً لرئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي ( صحيفة الشرق، 25 صفر 1434ه الصفحة الأولى) ألا يجدرُ مساءلةَ الجهات المعنيةِ عن الأسباب ؟ أين ميزانيةُ وِزَارة الصحة ؟ أينَ 242،7 بليون ريال رصدتْها الدولةُ للإنفاق على الخِدْمات الصحية، خلال خُطّة التنمية التاسعة (الحالية) ؟ أسألُ- واللهُ على ما أقولُ شهيدٌ- بدافعٍ وطنيٍ بَحْتٍ، بدافعِ مَنْ يريدُ المحافظة على الأمن، والاستقرار، والرخاء. أسألُ لأنّ هذا البلد فيه «خَيْرٌ واجِدٌ» كما قال زعيمُه (عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز). أسألُ لأنّ الخَيْرَ الذي يُرْجَى هو لوطني، وللتنميةِ الحاليةِ والمستقبلية، وللأجيال الحاضرةِ والمُقْبِلَة. وأسأل للدوْر الفعّال لبلدي، الذي يدركُ قادتُهُ أبعادَ المُعْضِلات التي تواجهه. وأسألُ لأنَّ أيَّ قرار يُتّخَذُ في الحاضر، إنما هو ضَمَانةٌ بمشيئة الله في المستقبَل. ليس مِنْ مصلحةِ هذا الوطن ومواطِنِيه، أنْ يكونَ فيه مائةُ مستشفى فقط، مُعْتَمَدَة من: المجلسِ المركزيِّ لاعتمادِ المنشآتِ الصحية في المملكة!! هل هناكَ مسارٌ مغلوطٌ في أداء الجهاتِ المعنية؟ هل هناك إحاطةٌ بالمستجِدّاتِ الحاليةِ والمستقبليّة للقِطاع الصحي وخِدْماتهِ ؟ إنّ هذا القطاع يقتضي- حِفاظاً على المصلحة العُليا للوطن والمواطن- أنْ ينموَ عاجلاً أو آجلاً، في معزِلٍ عن البيروقراطية العتيقة، فوالله إنّ هذا البلدَ قادِرٌ بِفِعْلِ الأمناءِ مِنْ أبنائه، على تَخَطِّي كُلّ الصِّعابِ إنْ شاءَ الله. قلبي على بلدِي، وأهدافهِ الاستراتيجيةِ، وتنميتهِ المُسْتدَامة، و480 مستشفى غير معتمدة ،والوطنُ يَعْلُو ولا يُعْلَى عليْه. [email protected]