قبل أيام وخلال لقائه بالموظفين كشف الدكتور إسماعيل البشري مدير جامعة الجوف عن رَصْد (17 وظيفة) وهمية في الجامعة صُرِفَت مرتباتها منذ سنوات. وجاء إماطة اللثام عن صورة الفَسَاد الاداري تلك بعد تعاقد الجامعة مع شركة لتدقيق وتطوير العمل الإداري!! حقيقة قضية خطيرة جداً، لم تأخذ حَيزها من الطرح الإعلامي والمناقشة والملاحقة؛ فهي تؤكد أنّ الفساد الإداري والمالي قد تَعَمّق حتى وصل لالتهام مرتبات وظائف وهمية دون حسيب أو رقيب!! ثم أن يحدث هذا في جامعة وليدة لم يمض على انطلاقتها إلا سنوات قليلة؛ فمن المرجح أن تكون مؤسسات حكومية قديمة وكبيرة مسكونة بخلايا نائمة من الوظائف الوهمية!! وهنا أتذكر قبل أسبوعين بياناً صادراً عن (التربية والتعليم، والصّحة) فيه أن (87%) من الميزانية المعتمدة لها هذا العام إنما هي مرتبات لمنسوبيها!! بينما أشارت (الصّحة) في تصريح إعلامي أن (60%) من ميزانيتها من نصيب رواتب العاملين والعاملات فيها!! فكيف نطلب المشاريع الجديدة والتطوير والجَودة من تلك المؤسستين الخدميتين الكبيرتين إذا كانت ميزانيتهما (رواتب)!! وإذا كانتا تُعَانيان من العجز المُعْلَن في توفير الكوادر المؤهلة؛ فهل يمكن أن نخرج بنتيجة بأنّ (الصحة والتعليم) مترهلتان بوظائف وهمية تبدد الميزانية (ربما)!! لكن المتوقع أن كثيرا من المؤسسات بحاجة إلى (شركة تدقيق وتطوير إداري) محايدة كما فعلت جامعة الجوف؛ وحينها المِستَخَبِّي يِبَان، وصدقوني قد نجد البُشْرى بوظائف تكفي جميع العاطلين! [email protected]