قال الضَمِير المُتَكَلّم : ما يلفت النظر أن أحد الشباب تعود أن يُعَلِّقَ على المقالات وبعض الموضوعات في الموقع الإلكتروني لصحيفة المدينة تحت اسم (عَاطِل بن مُتَسَبّب ) ، ليؤكد على معاناته ووالده وأسرته من ( البطالة ) ؛ ذلك الداء الذي يتألم منه كثيرون في المجتمع حتى وإنْ حاولت بعض الإحصاءات إخفاء ذلك ؛ لأن بعض من يعملون في القطاع الخاص برواتب زهيدة لا تتجاوز ( 1500 ريال ) هم على رأس قائمة العاطلين !! وهنا كثيرة هي الخطوات التي اتخذت لمعالجة داء البطالة ؛ ولكن هل هي عملية ؟! هل هي ناجحة ؟! هل هي جادّة ؟! ( لا أعتقد ) بداية تعالوا إلى مراجعة المؤسسات الحكومية ؛ فهل لديها كفايتها من الموظفين ؟! طبعاً ( لا ) !! نعم هناك إدارات قليلة أو مكاتب فيها تكَدّس من الموظفين ؟! ولكن الواقع الفعلي يكشف حاجة الكثير من المؤسسات الحكومية للموظفين الإداريين في شتى المجالات ؛ ويكفي شاهداً على ذلك الجامعات القديمة والجديدة ؛ فهي عاجزة إدارياً ، وكثير من الأعباء يقوم بها المعيدون والمحاضرون، وكذلك وزارة التربية ومدارسها !! يؤكد لي مسئول أو مشرف إدارة التوظيف في إحدى الجامعات ؛ عند المناقشة السنوية للميزانية يفرضون علينا : تحدثوا عن أي شيء إلا استحداث وظائف إدارية !! الآن إلى جانب القطاع الخاص ؛ فكل وسائل إجباره على ( السّعْوَدة ) باءت بالفشل ؛ فالتوظيف صوري بعقود وهمية ، و برواتب زهيدة !! فلابد مِن الحَدّ من تأشيرات العمل ؛ فهل نبحث فِعْلِيّاً عن ( السّعْوَدة ) في وقت يتم فيه إصدار أكثر من ( مليون ونصف مليون تأشيرة عمل سنوياً ) ، مما يساهم بالمتاجرة فيها ؟! ثم إذا كان هناك نية صادقة وحقيقة في إشراك القطاع الخاص في توظيف ( الشباب السعودي )؛ فلابد من إلزام الشركات بتدريب الشباب ثم توظيفهم بحد أدنى من الأجور لا يقل عن ( 5000 ريال ) ، وتكون الرواتب عن طريق حسابات خاصة تشرف عليها مؤسسة حكومية ؛ للتأكد من مصداقية العقود والرواتب !! حينها تكون ( البطالة ) من الأمراض المجتمعية التي تمّ القضاء عليها ، ويومها على صديقي (عَاطِل بن مُتَسَبّب ) أن يُغَيّر اسمه ؛ ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili