أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات ولدي بنتان (سنتين ونصف و8 أشهر)، وعمري 26 سنة، وأحمل درجة الماجستير ولا أعمل.. مشكلتي تكمن في أمرين؛ أولهما اني أكره نفسي جدا ولا يوجد لدي أي تقدير لذاتي، وأشعر اني فاشلة في كل شيء.. أشعر بأني أم فاشلة لم أرب اطفالي تربية جيدة، ولم استطع ان اعطي زوجي حقوقه ولم استطع ان اكون زوجة صالحة وأحيانا أفكر ان اترك المنزل، ولا استطيع القيام بأي شيء، ولا أتخذ قرارا، مترددة دائمأ، وخائفة، ومرتبكة، وأحب ان ابتعد عن اجتماعات الناس، ولا أعرف التحدث معهم. لا اثق بنفسي ولا بشكلي، ولا استطيع احتمال أي انتقاد حتى لو كان مزاحا، كما أني تلقائية جدا ولم يؤثر ذلك الا بعد الزواج، فقد تزوجت من زوج محب ومتفهم ولله الحمد ولا أشكو منه لكن تعبت من اهله جدا، فهم يفسرون كلامي بطريقه غريبة ولا يفهمونني أبدا، فأصبحت ألاحظ كل حرف وكل كلمة وكل حركة، وأصبح لدي ما يشبه الوسواس، فمشكلتي انهم لم يتقبلوني كفرد من العائلة ولكن قد اكون كضيف لا أكثر.. فماذا أفعل؟ س.ع - جدة يرد على التساؤل المستشار الأسري محمد الدباس، فيقول: قرأت رسالتك وكان وصفك للأعراض التي تعانين منها واضحا وتركيزك على الأعراض الجوهرية أقنعني أنه يوجد لديك بالفعل نوع من أنواع الاكتئاب النفسي، وأنت لم تخبرينا متى بدأ الاكتئاب، ولا نستطيع أن ننفي علاقة هذا الاكتئاب بالولادة حيث ان عمر ابنتك ثمانية شهور، وإن كان اكتئاب ما بعد الولادة يكون أكثر حدة وشدة في بعض الأحيان، ولكن أرجوك ألا تعتقدي أنه مرض شديد أو ليس قابلا للشفاء، فهذا أمر ضروري جدًّا في علاج الاكتئاب النفسي. الاكتئاب النفسي في كثير من الحالات يجعل الإنسان يشعر بمشاعر سلبية، وهذه المشاعر السلبية تؤدي إلى مزيد من الإحباط وعدم الثقة بالنفس والشعور باليأس وقد يصاحبه أعراض القلق والخوف والوسواس. أختي الفاضلة؛ أنت الآن في وضع بالفعل يتطلب أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي لدراسة حالتك النفسية بالكامل ولاستبعاد أية أسباب عضوية، وقد تحتاجين الى بعض الفحوصات المخبرية وهذا يحدده الطبيب بعد الكشف عليك. ولكن أرجو منك أن تفكري إيجابيًّا، وأن تشغلي نفسك ببيتك وتديري وقتك بصورة صحيحة، وأن تمارسي شيئا من الرياضة، وأنت بحمد الله متدينة، فهذا أيضًا يشرح صدرك ويزيل عنك الأحزان. وفي حالة الاكتئاب النفسي سوف يكون العلاج الدوائي هو محور العلاج الأول، وسوف تكون هنالك جلسات معالجة نفسية للمساندة وللاستبصار، ومحاولة التغيير المعرفي، وهناك وسائل زيادة الثقة بالنفس من خلال جلسات خاصة من العلاج السلوكي.