قدّم محمد بن عبدالرزاق القشعمي مدير الشؤون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية قراءة في تجربة الروائي عبد الرحمن منيف، في محاضرة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف بعنوان «عبدالرحمن منيف والتحولات الثقافية»، وأدارها الكاتب حسن آل حمادة، وذلك ضمن فعاليات المنتدى لموسمه الثقافي الثالث عشر. واشار القشعمي خلال المحاضرة إلى الدور البارز الذي لعبه منيف على الساحة الأدبية في الوطن العربي، مستعرضًا بدايات اهتمامه بالروائي عبدالرحمن منيف وذلك في العام 1405ه (1985م)، حيث كان يعمل على جمع رواياته و بعض الكتب التي يشارك في تأليفها وما يكتب عنه في الصحف والدوريات. وألقى نظرة سريعة على نشأة وطفولة منيف الذي ولد من أب سعودي وأم عراقية عام 1933م ونشأ في عمّان بالأردن، وعندما حلت القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها على الساحة الأردنية توجّه للعراق لإكمال دراسته الأكاديمية بكلية الحقوق في جامعة بغداد، ومع قيام حلف بغداد واعتراضه عليه أُبعد بسبب نشاطه السياسي ليواصل دراسته في القاهرة وينهيها في يوغوسلافيا حيث تخصّص في اقتصاديات النفط، ثم عاد إلى بيروت مزاولا نشاطه السياسي، وأخيرًا إلى بغداد. وأوضح المحاضر أن السياسة التي انشغل بها عبدالرحمن منيف كانت انطلاقته للتحول باتجاه الأدب والرواية تحديدًا، ومن الأدب تم الانطلاق باتجاه جديد نحو السياسة، حيث بقيت السياسة في كل التنقلات، ومارس الكتابة الروائية تعبيرًا عن أفكاره وطموحه. واختتم المحاضر بكلمة لعبدالرحمن منيف جاء فيها «الرواية مهما حاول الروائي تصورها لا تتكون الا بالكتابة، فالكتابة مثل تظهير الصورة، إذ بها وحدها تكتسب شكلها وقوامها وملامحها الحقيقية، وقبل ذلك تكون مجرد احتمال».