عُرِفَ عن وزيرِ الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز بن محي الدين خوجه) صراحتُهُ ووضوحُه حتّى مع نَفْسِه. أَوَلَيْسَ هُوَ القائلُ:» انتقدوني وانتقدوا أداء وزارتي» ؟ (صحيفة الوطن ، غرة صفر 1432ه، الصفحة الأولى). سئلَ هذه المَرّة سؤاليْن» هل تستطيعُ أنْ تُجَاوِبَ إنْ سَأَلْتُكَ: مِنْ أينَ لكَ هذا ؟ وكَمْ مليوناً دَخَلَ حِسَابَكَ بِغَيْرِ حق؟ فَرَدّ د.خوجه» فيما يَخُصُّ ذِمّتي الماليّة فأنا وللهِ الحمدُ مُرْتَاحَ الضمير، وفي حال حصلَتْ أيُّ مساءلةٍ أنا مُسْتَعِد» (صحيفة الوطن،27 صفر 1434ه، ص 8). علّق أحد المواطنين على إجابة الوزير:» إذا كان الوزيرُ مستعداً للمساءلة، فَمِنْ بابِ أوْلَى أنْ يكون كُلُّ مَنْ يعملون في الإعلام السعودي بِشِقّيْه: الرسمي والخاص، مستعدين للمساءلة، فلا أحدَ فَوْقَها، ولا أحدَ يشمئزُّ منها، والنظيفُ لا يخاف، والنوازلُ تَحُطّ على رأس الفاسد، والتخلُّص من ثقافة الفساد حقٌ وواجبٌ، ومشكلةُ بعض وزارات الإعلام العربية، أنها تنوءُ بِجُمْلةٍ مِن الفَسَدَة، ترى بعضَهم في أماكنهم، يُبَعْثِرُونَ إيقاعَ الإعلامِ بشكلٍ عجيبٍ، دونَ حسيبٍ أو رقيبٍ، بينما يعيشُ المتلقي في فَوْرَةِ غَضَبٍ مريرة، والإعلامُ يتلظّى، والزيجاتُ تتمُّ مِنْ ذواتِ العراقيب الطويلة !! ليس هذا في كل وِزارات الإعلام العربية بالطبْع، ولكنّ أغلبَها مِمّن يعاني الكذِب، والفساد، والتدليس، والترهُّل الوظيفي، وعيادات تجميل المذيعات!! والأسئلة التي تحتاج إلى إجابة: مَنْ وراء هؤلاء ؟ وما وراءهم؟ ومَنْ المستفيد؟ وما نوعية الاستفادة ؟. يُسَجِّلُ الوزيرُ « خوجه» الريادةَ في عملية المساءلة، ويفتحُ الطريقَ واسعاً أمامَ: مِنْ أينَ لكَ هذا ؟ والبنوكُ موجودة، وهِيَ حقلٌ مِن حقُول الألغام» وحَسْبُكَ مِنْ كوْكبٍ تَحَوَّل إلى سفينة، يقودُها عتاةُ المجرمين، والسَّفّاحون، وذوو النزْعات الشِّرّيرة»والمفسدون موجودون في أيِّ إعلام في أيِّ مجتمع بشري كان، وصدَقَ اللهُ القائلُ:» ظَهَرَ الفسادُ في البَرِّ والبَحْرِ بِمَا كَسِبَتْ أَيْدِي الناسِ» (سورة الروم، الآية 41). هناكَ أمْران عندما يفكِّر المرءُ في فسادِ الإعلاميين: وعَيٌ بعيدٌ غائبٌ، ووَعْيٌ خَفِيٌّ، والوعْيُ المطلوبُ في نَظِرِ حُمَاةِ الإعلام: وعْيٌ مُدْرِكٌ، يواجِهُ متطلباتِ الإعلام وهُوَ في حالة استعدادٍ كاملٍ للمكافحة، ووضْعِ الفاسدِ تَحْتَ مِجْهَر الحقيقة، كبيراً أو صغيراً، لا فَرْق كما قال رئيسُ هيئةِ مكافحةِ الفساد محمد بن عبد الله الشريف :» إنّ الهيئة لن تتوانى في مكافحةِ الفساد، سواءٌ ارتبطَ برؤوسٍ كبيرةٍ أو صغيرة، ولَنْ يُستثنى كائنٌ مَنْ كان» (صحيفة الحياة، 6 ربيع الأول1433ه، الصفحة الأولى). خَلِّصُوا الإعلامَ العربي مِنْ الفَسَدة، وسائلوهُم، فَهُمْ وباءٌ يأكلونَ الجِيَفَ، ولا يعانونَ مِنْ المَجَاعة. [email protected]