نفذت الجمعية الخيرية لتيسير الزواج والرعاية الأسرية بمنطقة الجوف دورة تدريبية مدتها أربعة أيام للمطلقات وهي الأولى من نوعها تحت اشراف المدربة والمستشارة الأسرية سلوى العضيدان وحملت عنوان «الطلاق ليس نهاية العالم فدعي النهر يتدفق». وتكونت الدورة من عدة محاور ومنها مرحلة ما قبل الطلاق حين يتوقف النهر عن الجريان وما للمطلقة وما عليها من حقوق وواجبات، وقضايا الفسخ والحضانة والنفقة، وحتى يكون الطلاق ناجحًا ومرحلة الاخطاء الشائعة التي تقع فيها النساء من حيث جلد الذات والشعور السلبي بنهاية الحياة والاكتئاب والاحباط والاستسلام لنظرة المجتمع المجحفة لها وهي أصعب مرحلة يجب أن تتخطاها المطلقة وتستوعبها جيدًا. وتناولت الدورة مرحلة ما بعد الطلاق والاستمتاع بتدفق النهر من جديد بعد الطلاق وهي المرحلة الايجابية التي يكون فيها البناء والتعمير ووضع الأهداف الحقيقية واستيعاب الدروس المستخلصة من المرحلة السابقة ووضع أسس بناء الذات من جديد على أسس إسلامية راسخة ومرحلة الانطلاق من جديد واستقبال الحياة السعيدة نزهة بالقارب وسط النهر وهي مرحلة تجاوزت التجربة بأكملها وعدم الالتفات للماضي والبدء من جديد بنظرة إيجابية مختلفة وتنفيذ حقيقي للأهداف والانخراط بالمجتمع انخراطًا كاملا مبنيًا على ثقة عالية بالله تعالى ثم بثقة المطلقة بنفسها وبقدراتها. وشهدت الدورة قصصًا لبعض المطلقات حيث تحدثت مطلقة عمرها 65 سنة انه تم طردها من منزلها وأصبحت عالة على زوجات ابنائها لأن زوجها تزوج فتاة أجنبية بالعشرين من عمرها حتى يجدد شبابه، وايضا قصة مطلقة لديها عشرة اطفال طلقها زوجها وتخلى عن الصرف على اطفاله وحين وجدت الزوجة نفسها بالشارع قامت ببناء منزل لها من صفائح الحديد وجذوع النخل. وكان لبعض المطلقات قصص وحكايات مأساوية بعد طلاقهن, حيث تشير إحدى المطلقات الى رفض القاضي اصدار صك اعالة لها واطفالها الخمسة بحجة أن والدهم (لو يعطيهم خبزة وجبنة يكفي) وقام بطردها من مكتبه وكذلك مطلقة عمرها حاليا 25 سنة هددها زوجها إن تزوجت سيقوم بأخذ أطفالها منها (ولدين) رغم انه قد تزوج بعدها وعنده اطفال. وتتحدث مطلقة عمرها 18 سنة عن معاناتها بانها تطلقت من زوجها بسبب خلاف بينه وبين شقيقها وحاليا لا يتقدم لها سوى كبار السن فوق الستين عاما بحجة انها مطلقة والشباب يرفضون الزواج من مطلقة. وطرحت العضيدان على جمعية الزواج بالجوف فكرة (إنشاء سوق خيري مجاني للمطلقات) وتتمنى تعميمها على كافة الجمعيات الخيرية بالمملكة نظرا لأنها تساهم في إيجاد مردود دخل مادي للمطلقة يكفيها شر العوز والحاجة للآخرين وبعثرة كرامتها على اعتابهم بحيث تستطيع المطلقة ان تزاول مهنة البيع من خلال بضاعة إما تكون من إنتاجها وهذا الأمر لمسته شخصيا من خلال لقائها بالمطلقات فبعضهن يملكن حرفة رائعة كالسدو ودمجها بالأفكار العصرية كالإكسسوار والشنط النسائية وهذا سيجد إقبالا طيبا خاصة من الشباب وكذلك لمست موهبة بعضهن بالتفنن بإعداد الأطعمة والمأكولات وكذلك بالرسم والاشغال اليدوية الفنية. وتقول العضيدان: «إنني شعرت بالاندهاش لأن بعضهن يمتلكن موهبة بالتصميم والقدرة البارعة في الإعداد الجيد للحفلات والاعراس والتنسيق للقاعات. كذلك في مجال التزيين والكوافير، إذًا المرأة المطلقة يمكن ان تعتمد على نفسها لكنها بحاجة لمن يدعمها بتخصيص مكان مستقل تضمن فيه الاستقلالية والعرض الجيد والاقبال المستمر على بضاعتها وحتى لو كانت مساحة العرض المخصص لكل سيدة مطلقة لا تتجاوز مترين في مترين لكان امرا رائعا كبداية لكن الأهم ان تطبق الفكرة». وفي نهاية حديثها قدمت رسالة شكر لجمعية الزواج بالجوف على إقامتها لسلسة دورات تدريبية للمطلقات لإعادة تأهيلهن من جديد نفسيا وماديا ووجهت العضيدان رسالة شكر لأوقاف الموسى بالجوف لدعمهم للمطلقات بمبلغ 1500 ريال لكل مطلقة متدربة تحضر البرنامج التدريبي للمطلقات وكذلك رسالة شكر لمركز الكايد الخيري على مجانية قاعاته التدريبية وهذا ما نريده من رجال الاعمال للإحساس بالعمل الخيري المجتمعي.