هذا ليس عنواناً لمؤلف أو خبرا في صحيفة أو أي وسيلة إعلامية لكنه حلم يقظة كان ولا يزال يراودني وربما يراود الكثير من سكان هذا الوطن وبالذات الساكنين على امتداد أكثر من 2400كم على الشريط الساحلي الغربي من أقصى جنوب البحر الأحمر إلى خليج العقبة شمالاً ، هذه المسافة الشاسعة والتي تقارب مسافة دول متجاورة لا يربط بين سكانها غير طريق ساحلي وحيد يتسع حينا ويضيق أحيانا ومازال مشروع توسعته لم يكتمل بعد ..وعلى امتداد هذه المسافة الشاسعة عدة مدن لا يربط بينها غير هذا الطريق ولذلك فهو الوسيلة الوحيدة للتنقل بين هذه المدن والقرى نظراً لندرة المطارات حيث لا يوجد غير ثلاثة أو أربعة مطارات فقط متباعدة جداً فيما بينها فمن مطار جازان إلى مطار جدة حوالي مسافة 700كم وهي مسافة طويلة جداً ، فالمدن والقرى التي تقع بين جدة وجازان لا تستفيد من وجود هذا المطار شيئا وليس أمامها سوى الطريق الساحلي البري والذي يشتهر بخطورته وكثرة حوادث السير فيه وكم راح بسببه من ضحايا ولا يزال ، كما أنه لا توجد هناك أي طرق بحرية بين هذه المدن الساحلية مما قد يخدم سكان تلك المناطق في تنقلاتهم ونقل أمتعتهم ، أما إذا اتجهت شمالا فالمسافة كذلك بعيدة ومترامية بين مطار ( ينبع) و ( الوجه ) وهما المطاران الأخيران في الجزء الشمالي من البحر الأحمر . إن وجود قطار سكة حديد يربط بين أقصى شمال المملكة ( مدينة حقل ) إلى أقصى جنوبها ( مدينة جازان ) مروراً بمدن وقرى الشريط الساحلي سيقدم خدمة كبيرة جداً لسكان تلك المناطق بل حتى للمسافرين والسياح القادمين من خارج المملكة كيف لا وهو سيكون حلقة وصل للمملكة بدولتين مجاورتين ( الأردن ) و ( اليمن ) بل حتى ( مصر) وما بعدها من دول ، وكلنا يعرف أن الشريط الساحلي تمتاز طبيعة أرضه بأنها أرض سهلة مستوية لا تخترقها أي جبال أو صحارٍ رملية قد تعيق مشروعاً كهذا بل أرض منبسطة تجعل من فكرة إنشاء خط سكة حديدي أيسر ما يمكن ، وكم رأينا ووقفنا على طرق قطارات في عدة دول تمر خلال طرق وعرة ومرتفعات وغابات ومع ذلك فهي وسيلة النقل الأشهر والأكثر استخداما نظراً لما تمتاز به هذه الخدمة من السرعة واستيعاب العدد الكبير من المسافرين والأمتعة والبضائع وغير ذلك بل وهي أريح كثيراً للمسافرين من التنقل بالسيارات كل هذه المساحات الشاسعة وأوفر لهم وأكثر أماناً بل وتسهم أيضاً في الحد من حوادث السير على هذا الطريق والتي تعد الأعلى والأكثر بين طرق المملكة الأخرى ... إن وجود هذا النوع من وسيلة النقل في المملكة سيكون نواة لربط المملكة مع دول كثيرة في العالم عبر سكة الحديد وهذا ماسيخفف الضغط كثيراً على الرحلات الجوية كيف لا وأعداد المسافرين تتزايد عاماً بعد عام .. أتمنى من المسؤولين وبالذات في وزارة النقل التفكير جدياً في مشروع كهذا فهو بالتأكيد سيقدم خدمة جليلة للوطن والمواطن ولن يكلف كثيراً بل وسيقدم فرصا وظيفية كبيرة للشباب السعودي في تقديم هذا النوع من الخدمة وما يتبعه من خدمات مساندة .. م.موسى الصعب جدة