ليلة الجمعة اتصلت على أحد الأصدقاء للذهاب معي في ( مشيوير ) وتفاجأت به يعتذر مع أني أعرف ( فضاوة ) صاحبي ، فقلت له ممازحاً : وش عنده بيل جيتس ؟!! قال والله ماأقدر يا أخوك اختبارات العيال !!! قلت له : سلامات وينك من أول السنة ( توك ) تدري إن عندهم مدارس، ووراءهم اختبارات . لم أُردْ أن أبين له أن هذا نتيجة إهماله منذ البداية لأني من خلال نبرات صوته عرفت أنه مشغول الفكر مشدود البال ولن يتقبل مني أي كلمة ، ولكني ختمت بكلمة أتمنى أن تصحّي فيه وفي غيره الاهتمام بالوقت والمتابعة من البداية حيث ختمت ب( نتائج الوقت الضائع ماهي مضمونة ) . حقيقة لا أعلم سر محبتنا للوقت الضائع، فدائماً ما نتحرك إلا في آخر لحظة، وخير مثال على ذلك الحالة التي تعيشها أسرة صاحبي، أغلب الأسر السعودية في هذه الأيام رفعت حالة الاستنفار إلى حالة ( أ ) وهي أعلى درجات الاستنفار بسبب اختبارات ( العيال ) في المرحلة المتوسطة والثانوية مع انه وبكل بساطة كان يمكن تفادي ذلك لو أن هذه الأسر ( قرصت ) على أبنائها من بداية العام الدراسي وتابعت معهم أولاً بأول ،ولكن للأسف تُركت ( الدرعى ترعى ) حتى طرقت الاختبارات الأبواب و(صحصح ) النائمون ، وبدأ الأب يهدد ويتوعد والأم تشجع وترفع المعنويات والطالب في ( حيص بيص ) بين الكتاب والدفتر و البراشيم ، وهذه نتيجة متوقعة فهو من بداية العام وهو ( معطي ) نفسه إجازة من المذاكرة و ( مقضيها ) (فلة حجاج ) و(هبقات ، وروحات وجيات ) وبلاك بيري ، وانترنت ، ومعتمد على الملخصات و(تحديد) المعلم . لعل ثقافة الاختبارات تنقصنا وتنقص أبناءنا ، حتى أصبحت كلمة اختبار بعبعاً يخافه الأهل قبل الطلاب ، ويستغله ضعاف النفوس في ترويج المخدرات بحجة مضاعفة القدرة على المذاكرة والتركيز ، ويضرب له ألف مليون حساب ، وخاصة أولئك الذين يتحركون في الوقت الضائع .