الصحة لا يعدلها إلا العافية وكلتاهما لازمة لحياة رغد خلو من السقم والعلل ومن يرى غير ذلك فغير صحيح .! فحسناً فعلت وزارة التربية وهي تسند الشأن الصحي لمنسوبيها عامة وعلى وجه التخصيص صحة الطلاب والتي كانت تحت إشراف جهاز الصحة المدرسية الذي تتقاسمه وزارتان ومع كل هذا تأتي المعطيات أقل من المأمول حيث كانت الصحة المدرسية أشبه ما تكون بلوحة ( سريالية ) جميلة لكنها لا تنبض بالحياة . وعلى قاعدة الوقاية خير من العلاج يأتي الاهتمام بصحة الطفل هو النواة لإنتاج جيل سليم معافى لعدة أسباب من أهمها :- 1 / مواكبة مراحل النمو المختلفة وضمان مسيرة خالية من العوائق والضعف . 2/ تجويد البيئة التعليمية والتي تفضي إلى زيادة المخرجات التربوية . 3/ ترشيد الإنفاق على الجانب العلاجي والذي يستنزف أموالا طائلة . 4/ اكتشاف الحالات الوبائية السارية والمستوطنة ومعالجتها بأقل التكاليف 5/ معالجة الظواهر السلبية والعادات السلوكية في الغذاء والنظافة العامة. والحقيقة التي لا خلاف عليها هي إنَ في تعزيز الصحة المدرسية والعناية بالنشء مخرجات جمة ومكتسبات ثمينة أقل ما تخلص إليه إيجاد البيئة المدرسية السليمة وصولا لصنع ( المدرسة الصديقة ) وهو هدف ليس من صعب المنال ولا من رسم الخيال وهو مطلب كل الأجيال. أبناؤنا يقضون سحابة يومهم بين أحضان المدرسة ويعيشون أجمل مراحل نموهم على مقاعد الدراسة ومن المدرسة واليها تعزى كل نهضة أمة وتطور مجتمع . سنكسب كثيراً حال رعاية ومتابعة مشكلات أسنان وأبصار وأسماع وعظام وعموم صحة في هذه المراحل بدلا من تفاقمها مستقبلا مما يستوجب الصرف الباهظ على عمليات مكلفة ماديا وبدنيا ونفسيا ما كان لها أن تكون حال اكتشافها مبكرًا فالله المستعان . أحمد مكي العلاوي - مكة المكرمة