الصحة المدرسية مجموعة المفاهيم والمبادئ والأنظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطلاب في السن المدرسية، وصحة المجتمع من خلال المدارس. وإذا كانت الصحة هي حالة من التكامل الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي، وليست مجرد الخلو من المرض، فإن الصحة النفسية تعرف بأنها امتلاك القدرات والمهارات التي تمكّن الفرد من مواجهة التحديات اليومية بالشكل المناسب، وهي ليست تخصصا مستقلا وإنما بلورة لمجموعة من العلوم والمعارف الصحية العامة كالطب الوقائي، وعلم الوبائيات والتوعية الصحية، وكذلك الإحصاء الحيوي، وصحة البيئة والتغذية، إضافة إلى صحة الفم والأسنان والتمريض. وتنبع أهميتها من أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية (الدراسة) يمثلون نسبة مهمة من المجتمع تصل إلى ربع عدد السكان، وتوفر المدرسة فرصة كبرى للعناية بالصحة في هذه الفئة، كما أن كل أفراد المجتمع بجميع فئاته يمرون بالمدرسة، حيث تتوافر الفرصة للتأثير فيهم وإكسابهم المعلومات وتعويدهم على السلوك الصحي السليم، وهذه المرحلة من العمر تمثل نمو وتطور ونضج الطفل، وتحدث خلالها الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية، ولا بد أن تتوافر للطالب في هذه السن المؤثرات الكافية لحدوث هذه التغيرات في حدودها الطبيعية، ويكون الأطفال في هذه السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السارية والمعدية إلى جانب الإصابات والحوادث، إضافة إلى أن الأطفال يكتسبون في هذه المرحلة السلوكيات المتعلقة بالحياة عموما وبالصحة خصوصا، ويحتاجون إلى جو تربوي يساعد في اكتساب هذه العادات، كما توفر المدرسة جوا مناسبا لتعديل السلوكيات الخاطئة.