أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، أنهيت دراستي الجامعية ولله الحمد، تقدم لخطبتي شاب على خلق وأنا الآن مخطوبة وسأتزوج قريبا بإذن الله، مشكلتي هي غيرة صديقاتي وقريباتي مني وتدبيرهم المكائد لي لإبعادي عن خطيبي وإفشال هذا الزواج، فقد قامت إحدى قريباتي بالاتصال على خطيبي تهدده أن يبتعد عني . كيف أتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟ قال تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" (سورة البلد) حياتنا مجبولة على الكبد والتعب، فالله تعالى خلقنا في نصب وتعب، نكابد في الحياة الصبر على الضراء، فنصيحتي لك أختي تتلخص في أمرين، أولا: لا تأبهي بالحسد والغيرة من قريباتك أو صديقاتك، فمن غير المعقول أن نداوم على ملاحقة هذه الفئة من الناس ومتابعتهم لماذا قالوا؟ ولماذا فعلوا؟ ولماذا.... وتذكري القول الشهير "مايصنع أعدائي بي؟!! أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" فإذًا اجعلي جنتك في صدرك، ولا تتركي هذه الأمور تؤثر على حياتك ومستقبلك الآتي، ولأخذ الحيطة ضعي خطيبك في الصورة بتبليغه بحقيقة تلك المكالمات حتى لا تكون سببًا لتدمير بيتك، وهذا للاحتياط فقط وليس لفتح جبهة من الاتهامات والجدال، إضافة إلى احتمالية إشغالك وزوجك عن مقصود الزواج. ثانيًا: ضعي نصب عينيك أن الزواج هو فن بناء منظمة هي الأغلى الأرقى والأدوم، صمام أمانها الرحمة، ووقودها القيم الراقية والرحمة والمودة، يقوم على أركان هامة منها وجود برنامج ورؤية خاصة بك وكذلك بزوجك للسنوات القادمة، إضافة إلى وجود رؤية مشتركة بينكما من مثل الأعمال التطوعية التي تحمل هم الدين والوطن مما تؤجرون عليه بإذن الله، ففي ظل وجود مثل هذه البرامج والأعمال المشتركة بينكما لن يمسك وزوجك وبيتك الأذى من أي شخص كان، ولا تنسي قول الشاعر: لا يعيب البحر أمسى زاخرًا إن رمى فيه سفيها بحجر نتمنى لك حياة زوجية موفقة وسعيدة.