يهيأ إليَّ أن لا شعار لاقى فرصة التأمل والاستقراء كما لاقاها شعار وزارة التربية والتعليم، الذي قرأه الكثيرون بعين فكرهم ووفق انطباعاتهم ومواقفهم من الوزارة، حتى حظي بعدد كبير من الرسائل الجماعية الخلوية (البروكاست) الساخرة، بلغت تصوير جيبي سروال يحملان تطريز مشابه للشعار، وأضاف البعض صورًا للسخرية من الوزارة، ووجد بعض رسامي الكاريكاتير موضوعًا دسمًا للتعبير عن قضايا التربية التعليم من خلال الشعار، ففي الاقتصادية سخر الفنان عبدالله صايل من الشعار فرسم سقوط مبنى مدرسي قديم جراء عملية صيانة بسيطة والشعار الجديد على لوحتها، وفي جريدة الوطن انتقد الفنان خالد تكلفة تبعات تغيير الشعار مع وجود مباني متهالكة، وفسر الفنان علي الغامدي الشعار بأنه شبيه بحرف النفي (لا) فقال على لسان معلم مخاطبًا معلمة: ما كأنه يقول لا، وفي الشرق رسم الفنان أيمن الغامدي سيارة تحمل الشعار الجديد تحت عنوان التعليم من الخارج، في حين عنون سيارة بدت كشكولًا للمراهقين بالتعليم من الداخل، وفي سبق علق الفنان ممدوح الجيزاني الشعار الجديد على مبنى مدرسي متهالك، وفي نقاشات على جانب آخر تداولت الشخصيات (الزيتية) التي تظن في الآخر أصناف الظنون وتراه ليس أميناً على الأجيال مثلها فتعمل عمل الزيت العازل، فسر هؤلاء الشعار بالانفتاح ولا حول ولا قوة إلا بالله، في حين يقرأ الفن الواقع بعينه الملونة وعدساته المكبرة كما فعل رسامو الكاريكاتير، لكن فئة (الزيت) لو أنها استهدت بالله وقرأت ما تقوله الوزارة عن شعارها وجربت إحسان الظن بفكر الآخر وتوجهاته، بدليل وجودهم فيها رغم ظنهم الغريب، والوزارة تقول عن شعارها إن ألوانه ترمز إلى المراحل التي يمر بها الطالب، من مرحلة رياض الأطفال حيث يعبر عنها اللون الأغمق؛ باعتبارها التأسيس، وتتدرج الألوان مع تدرج الطالب في هذه المستويات حتى يبدأ بتكوين شخصيته المستقلة في المرحلة الثانوية، ومن ثم التحليق لما بعد ذلك، وترى أنه يتشارك في تكوين الشعار ثلاثة عناصر هي (التعلم) ويمثله الكتاب المفتوح و(الإتقان) وتمثله النخلة رمز الأصالة في التراث العربي، وهي جزء من مكونات الشعار الوطني للمملكة العربية السعودية، وأخيرًا (الإبداع) ويمثله شكل الطائر المحلق، للدلالة على إتمام الرسالة والتحليق إلى ما بعد هذه المراحل. [email protected]