دعا الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق أمس الخميس إلى تغيير «حقيقي» في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وقال الابراهيمي الذي يزور دمشق بحثًا عن حل للأزمة السورية إن: «التغيير المطلوب ليس ترميميًا ولا تجميليًا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع». بدورها، جددت إيران تأكيدها على أنها لن تسمح بفرض حلول أجنبية على سوريا، واعتبرت أن المبادرة التي أعلنت عنها مؤخرًا، هي «الحل الوحيد» للأزمة السورية، في الوقت الذي قدمت فيها نسخة من تلك المبادرة إلى الخارجية اللبنانية. ودعا الإبراهيمي خلال المؤتمر الصحافي في مقر إقامته في فندق شيراتون، إلى تشكيل حكومة «كاملة الصلاحيات»، موضحًا أن «كاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة». وأشار إلى أن هذه الحكومة يجب أن «تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية» التي يجب أن تنتهي بانتخابات. وأوضح أن الانتخابات «إما أن تكون رئاسية وأن النظام سيبقى رئاسيًا كما هو الحال، أو انتخابًا برلمانيًا إن تم الاتفاق أن النظام في سوريا يتغير إلى نظام برلماني». وأكد أهمية ألا تسبب المرحلة الانتقالية «بإنهيار الدولة ومؤسسات الدولة». ومن المقرر أن تنتهي الولاية الحالية للرئيس الأسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي أجريت انتخاباته فيمايو الماضي، في 2016. لكن الإبراهيمي قال: «إنه لم يقدم مشروعاً متكاملاً في الوقت الحالي»، مؤكداً أنه يفضل أن يقدم مشروعًا كهذا في وقت «تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا». وتابع موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية: «إنه في حال عدم التمكن من ذلك قد يكون الحل الآخر هو الذهاب إلى مجلس الامن واستصدار قرار ملزم للجميع». ونفى الإبراهيمي أمس، كما نفت وزارة الخارجية الروسية، أن يكون حمل مقترحًا أميركيًا - روسيًا للحل، وذلك بعد ترجيحات صحافية باتفاق مماثل إثر اجتماع الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في دبلن. وأضاف: «قال البعض في سوريا وخارج سوريا إنني أتيت لتسويق مشروع أميركي روسي. يا ريت (يا ليت) هناك مشروعًا أميركيًا روسيًا». وأوضح أن الاجتماع الذي عقد في السادس من ديسبمر في دبلن كان بمبادرة منه «لأن هاتين الدولتين لهما من التأثير ومن المسؤولية العالمية ما يؤهلهما أن يساعدا في البحث عن الحلول في سوريا». إلى ذلك، جددت إيران تأكيدها على أنها لن تسمح بفرض حلول أجنبية على سوريا، واعتبرت أن المبادرة التي أعلنت عنها مؤخرًا، هي «الحل الوحيد» للأزمة السورية، في الوقت الذي قدمت فيها نسخة من تلك المبادرة إلى الخارجية اللبنانية. وخلال اجتماع للحكومة الإيرانية أمس الأول الأربعاء شدد وزير الخارجية، على أكبر صالحي، على قوله «فليعلم الجميع، أن إيران لن تسمح بفرض حلول أجنبية من الخارج على سوريا». ونقلت عنه وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء تأكيده أن «الحوار السوري السوري هو الحل الوحيد للازمة السورية.» وفيما أكد «صعوبة» الظروف الراهنة في سوريا، فقد ذكر صالحي أن «مبادرة الجمهورية الإيرانية، ذات البنود الستة، هي الحل الوحيد للازمة السورية، ونأمل بأن نشهد تسوية هذه الأزمة بناء على هذه المبادرة.» وقال: «إن دخان الأزمة السورية سيؤذي عيون الشعب السوري، وليعلم الذين يريدون مواصلة الاشتباكات، حتى لو فرضنا وصولهم إلى السلطة، فإنهم لن يتمكنوا من الحكم على بحر من الدماء». من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي، سلم وزير الخارجية اللبناني، عدنان منصور، نسخة من المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية، والتي تدعو إلى وقف العنف، وإعادة الهدوء إلى سوريا، وتمهد لإجراء انتخابات برلمانية وتعديل الدستور. ونقلت عن السفير الإيراني قوله: «إن الاشتباكات العسكرية في سوريا، وصلت إلى طريق مسدود، وأصبح الجميع مقتنعًا بعدم جدواها، وبوجوب أن يكون الحل سياسيًا»، معتبرًا أن الحوار بين كافة الأطراف، يشكل «الجوهر الأساسي» للمبادرة التي تعرضها طهران.