سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسالة إلى مدير جوازات مطار الملك عبدالعزيز بجدة يجب أن يتحلى موظفو الجوازات بالقدرة على الترحيب بالزوّار، وفي نفس الوقت أن يكونوا كالصقور في صيد الكائدين إن وُجدوا
تحدثتُ سابقاً في مقال بعنوان: «واجهة المملكة» -الذي صادف اليوم الوطني- عن مواطن هندي تمت معاملته بطريقة مهينة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وقد قام مسؤول كبير بالاعتذار له بعد قراءة قصّته في هذه الجريدة، ونحن أهل لهذا الاعتذار، وقد تم تعميد المطار -آنذاك- بحسن معاملة الزائرين. وبما أنني لست من أهل «الجهاز التنفيذي»، وأنني أمرّ بصالة المسافرين من المعتمرين والحجاج والسياح باختلاف تأشيراتهم، أودّ هنا أن أروي ما شاهدته من موظف الجوازات الذي كان يتأكد من ختم الجوازات. حيث كانت رحلتي يوم 13 ديسمبر برقم 897 قادمة من بانجلور الهند، وصلت الساعة 6:35 مساء. فقد سحب موظف الجوازات مسافراً من ذراعه بأسلوب فيه احتقار، علمتُ فيما بعد بأن هذا المسافر باكستاني الجنسية، عندما كان يحاول المرور تجاه الحقائب، توجهت إليه بعد أن تعدّيت موظف الجوازات وسألته إن كان يريد رفع شكوى على موظف الجوازات. ولكنه بدا خائفاً ولم يتكلم العربية أو الإنجليزية ولم يرد التحدث معي. وقد كان موظف الجوازات مرتدياً معطفاً فوق بدلته حال دون أن أرى اسمه. فتوجهتُ إلى موظفي جوازات آخرين في الصالة، وسردتُ لهم الموقف، وكنت أريد التحدث إلى مدير المطار لكن مشقة السفر والأهل بانتظاري، حالا دون أن أحادثه. إن الذين يأتون بتأشيرة عمرة أو زيارة أو عمل هم ضيوف الرحمن، وضيوف أرض الحرمين المملكة العربية السعودية، لذا يجب أن يتم عمل دورات تدريبية للموظفين بالمطار في المهارات السلوكية والاتصال، وقبل هذا دورات دينية إسلامية في الابتسامة والصبر والترحيب. لا أُقلِّل من صعوبة عمل موظفي الجوازات، فمهمتهم عظيمة، فهم حماة الوطن من المخاطر التي قد تهدد مجتمعنا من الإرهاب والمخدرات وما يخفى. لذلك يجب أن يتحلى موظفو الجوازات بالقدرة على الترحيب بالزوار، وفي نفس الوقت أن يكونوا كالصقور في صيد الكائدين إن وُجدوا، وهذا يتطلب دورات مكثفة مستمرة ومتابعة ومواطنين غيورين على سمعة وطنهم. وأخيراً وليس آخرا، أتمنى أن أرى مبخرتين عند خروج المسافرين من الباصات ودخولهم صالة المطار لتملأ المكان مسكاً وعنبراً وتسنيماً، لتُمثِّل واجهة جميلة في النفس لبوابة الحرمين الشريفين. هي ميزانية بسيطة لن تُكلفنا كثيراً، لكن وقعها في ذاكرة كل مسافر يمر من مطار الملك عبدالعزيز سيكون الانطباع الأول الذي لا يمكن تغييره، وإن مرّت عليه منغصات.