تمكن أعضاء مجلس إدارة نادي جدة الأدبي من إثناء الدكتور محمد السعيدي أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى، من الاعتذار عن الجلوس على منصة النادي للحديث عن «النخب الثقافية وقضايا التغريب» التي دعا إليها النادي البارحة. إصرار الدكتور السعيدي لم يكن بسبب الاعتذار المفاجئ لعضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة الذي كان مشاركا له في الأمسية لكنه كان بسبب تواجد النساء داخل صالة النادي، وتزامن خروج السعيدي من القاعة تاركا الأمسية في بداية الأمر مع انسحاب عدد من الحاضرين أبرزهم الشيخ عطية الزهراني، والدكتور فوزي صبح اللذان صحبا مجموعة من الحضور تاركين الأمسية. الدكتور السعيدي الذي أثني عن رأيه في عدم الصعود لمسرح النادي لإحياء الأمسية، أشار في حديث عن التغريب «إنه لا يمكن إنكار نظرية التغريب»، وقال: «هناك تغريب فطري ناشئ من تأثر الدول النامية بالمتقدمة»، وأضاف «التغريب تيار فكري عالمي له أبعاده التي تهدف إلى إلغاء الشخصية عموما والإسلامية خصوصا». مبينا أن التغريب ليس وليدا من الفئة المتشددة كما يظنه البعض بل الغربيون يشهدون على أنفسهم بتبنيهم للفكرة. ورأى في الندوة التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالعزيز قاسم، أن المملكة أقل الدول ذوبانا وراء التغريب، لأسباب أهمها ظروف نشأة المملكة، وكذا الحذر الذي ينتاب العلماء والمواطنين، وقال: «التغريب يهدف إلى صبغ جميع المجتمعات بالقيم الغربية»، مطالبا بضرورة وجود مراكز دراسات تضم عددا من أصحاب الرؤى المستقبلية لسد الذرائع دون الاقتصار في ذلك على الشرعيين، لكنه قال: «سد الذريعة لا يعني التضييق على المرأة لأن من يسدون الذرائع يوجدون حلولا لكن المشكلة حينما تغفل الحلول»، مبينا أن هناك استهدافا للغة العربية، نافيا أن يكون تقليص كتب اللغة العربية في المدارس في كتاب واحد استهدافا للغة،وقال: «لا يقصد المؤلفون ذلك»، منوها بعدم ممانعته من جمع مواد الدين في كتاب واحد على ألا تقلص الحصص، وألا تفقد خيرها وفائدتها، مختتما مشاركته في الأمسية، قائلا: «إننا أمة مغلوبة، وما نخشاه هو التعلق بمساوئ الغرب». وشهدت الأمسية عددا من المداخلات أبرزها مداخلة رجل الأعمال أحمد فتيحي، الذي تساءل عن أعداد المبتعثين في الخارج.