لحق ارتفاع اسعار بعض المواد الاستهلاكية، بسوق المكسرات المستوردة، وهو ما انعكس على اسعار بعض الحلويات التي تدخل في تصنيعها تلك المكسرات التي اعتادت الاسرة على شرائها في المناسبات، واجازات نهاية الاسبوع. وعزا متعاملون في سوق المكسرات تلك الارتفاعات إلى الاحداث السياسية التي تشهدها بعض الدول التي تستورد منها المملكة، سواء البلدان العربية أوالآسيوية، ومنها الفول السوداني واللوز والجوز، باعتبارها أسواق المكسرات والتي زادت اسعارها بشكل ملحوظ، نتيجة قلة المحصول، وزيادة تكاليف النقل والشحن. ورصدت «المدينة» خلال جولة في بعض منافد البيع ارتفاعات في اسعار اللوز والجوز، والفول السوداني بنسب تصل إلى 100 في المائة، وفي بعض الانواع 110 في المائة. ويقول المواطن أحمد السلمي: اشتري المكسرات بكافة انواعها واشكالها في حدود 300 ريال شهريا، فقد اعتدت على تناولها مع الاسرة مع الشاي والقهوة العربية، «وقت العصر». وأضاف السلمي: هناك ارتفاع ملحوظ بدأ بشكل طفيف منذ فترة ومن ثم بدأ بالارتفاع بشكل كبير وعلى حد قول بائعي المكسرات أنها بسبب صعوبة عمليات النقل في ظل ظروف تسودها العقبات السياسية للدول التي تصدر المكسرات للعالم بأكمله. وأضاف: بعض أنواع المكسرات شهدت زيادة في الأسعار وصلت إلى الضعف، وأكثر، وأن معظم الارتفاعات كان لنوع «الكاجو» وهو أبرز ما يتم تداوله في أسواق المكسرات حيث كنت أشتريه ب 45 ريالا للكيلو الواحد، وأصبح الآن يباع بالسوق ب 140 ريالا. وأضاف: ايضا الفول السوداني، أو ما يعرف ب»الكاكاو»، يشكل نصف طلب المستهلكين باعتباره غير مكلف ماديا «قديمًا»، مما يسمح لأغلب الزبائن باقتنائه وتناوله، والذي يتراوح الكيلو منه بحوالي 35 ريالا للمستورد من تركيا، والذي كان لا يتجاوز من قبل 15 ريالا، بارتفاع يتجاوز ل 100%، وب 40 ريالا للمستورد من بلدان أجنبية بزيادة 20 ريالا للكيلو الواحد ليصل إلى 60 ريالا. *شراء محدود ويشير المواطن مساعد الزهراني إلى ان الإرتفاع الذي تشهده اسعار المكسرات، في الاسواق، أدى الى امتناعي عن الشراء بالشكل الذي اعتدت عليه سابقا، ويضيف: هناك اسعار ارتفعت بشكل جعل الفرد يفكر في السعر اكثر من التفكير في حلاوة الطعم او المذاق، إذ يتجاوز سعر بعض المكسرات 60 ريالا للكيلو، وهو ما دفعني للشراء ب 10 ريالات، وبكميات اقل من السابق. ويقول مسؤول أحد أشهر محلات بيع المكسرات بجدة، ويدعى أبو مشعل اليماني: إن أسعار المكسرات سواء المملحة أو المحمصة شهدت ارتفاعا مع حلول موسم الصيف للعام المنصرم، والذي تكثر فيه المناسبات والأفراح وقد ازدادت أسعارها فجأة وبشكل ملحوظ، وذلك لعدة أسباب من أبرزها الظروف السياسية ببعض الدول التي يتم الاستيراد منها، والذي زاد الامر تبعا في ظروف الشحن والتأمينات البحرية وغيرها حسب ما أكده لنا الموردون من التجار والذين رفعوا الأسعار، وهو ما جعلنا مضطرين الى رفع الأسعار بصفة عامة على المستهلك النهائي. أسعار الشحن من جانبه يشير يوسف الهنيدي صاحب أحد محلات شهيرة في جدة لبيع المكسرات، والاستيراد من دول أجنبية: هناك نوع من انواع المسكرات يسمى بالكاجو وهو يستورد من البرازيل، إذ تعتبر من اكثر الدول انتاجًا له حيث تبلغ أسعار الكاجو البرازيلي الأصلي الى 140 ريالا للكيلو الواحد، مشيرًا إلى ان اسعار بيعه في السابق كانت لا تتعدى ال40 ريالا. وأضاف الهنيدي أن الأسعار بدأت على الشكل الآتي: أسعار الفستق: 40 ريالا، وفي السابق كانت 15 ريالا، الكاجو: يباع ب 140 ريالا، وفي السابق كان يباع ب40 ريالا، اللوز: يباع ب30 ريالا.. الأسعار قبل الارتفاع: 10 ريالات بقية الأنواع الأخرى من المكسرات ما بين 20 ريالا الى 80 ريالا. نسبة الارتفاع تترواح لبعض أنواع المكسرات من 50% الى 110% كحد أعلى.. ويضيف الهنيدي أن العالم يشهد استهلاكا غير مألوف للمكسرات، بحكم التبادل الحر القائم بين البلدان، ولم تعد هذه الثمرة حبيسة البرازيل بل إن كثيرًا من الدول الأفريقية خاصة الموزمبيق تنتج كميات كبيرة من الكاجو، كذلك الهند وغيرهما. وأضاف الهنيدي: مسألة الارتفاع الحاصل في أسواق المكسرات هو ارتفاع عام لجميع الحلويات الصناعية وبرفقتها المكسرات. ويذكر الهنيدي أن هناك شركات متخصصة لتصدير المكسرات، وذلك عن طريق البحر، ويتم التواصل عبر بعض المواقع الإلكترونية ويتم أخذ الضمانات من أرقام «الفيزا» وإتمام شروط التصدير وهي تأتي عن طريق البحر. وأن هناك مسألة لا يفقه إليها الكثير من أصحاب بيع المكسرات وهي «الرطوبة» فإن مدينة جدة غير مناسبة للكثير من المكسرات بعوامل الرطوبة والحرارة الزائدة التي تزيد من نضج «حبة المكسرات»؛ وبالتالي فإن جميع ذلك يعود بالارتفاع مما قد يجعلنا مجبرين على رفع الاسعار. وأضاف الهنيدي أن عملية النقل عن طريق البحر؛ أدت إلى ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع اسعار الشحن والنقل.