تعاني كثير من المدارس من ظاهرتين متفشيتين بكثرة بين طلابها ، وخاصة في المدارس المتوسطة والثانوية فيما يتعلق بالبنين تهدد حياتهم الصحية من خلال انتشار ظاهرة استخدام ( التنباك ) الذي حل بديلا للدخان ذي الرائحة الكريهة والمكشوفة في فترة الصباح الباكر ، والذي يتفنن الطلاب في خلطه ودمجه ببعض المكونات الكيميائية ، ومن ثم تناوله فيما بينهم دون مبالاة منهم بمخاطره التي تنذر بنهاية حياتهم الصحية ، بالإضافة إلى ظاهرة آخرى فكرية متمثلة في إقتنائهم وجلبهم لأجهزة الاتصال المتنوعة إيفون ، جلكسي ... وغيرها من أجهرة التقنية الحديثة التي يستخدمها الطلاب استخدامات تنذر بإنحرافهم فكريا من خلال تبني بعض الأفكار الهدامة لمن يدس السم في العسل ، أو إنحراف أخلاقي من خلال ما يبث في تلك الأجهزة من مقاطع لأفلام إباحية الهدف منها إبعاد النشء المسلم عن تعاليم دينهم المجيد . أجهزة الاتصال تستخدم في المدارس من قبل الطلاب في تصوير الكثير من المشاهد غير المرغوبة للمدارس ، بالإضافة للمعلمين وخاصة غير المبالين بمهنة التعليم دون دراية منهم ليكونوا لقمة سائغة في المجتمع الذي يعيشون فيه عبر موقع ( اليوتيوب ) الذي تفنن في إظهار أولئك المعلمين الذين كرسوا جل جهدهم لكسب المال المتمثل في المدخول الشهري ( الراتب ) وأبتعدوا عن شرف المهنة التي ينتمون لها من أجل إخراج جيل متعلم نضاهي به العالم من خلال جعل هذه البيئة بيئة جاذبة لا طاردة متناسين الجانب الشرعي في تحليل تلك الرواتب التي يتقاضونها شهريا . هذه الظواهر الآنفة الذكر لم تجد الرادع الذي يحد من انتشارها رغم وجود الكثير من القوانين والعقوبات الموجودة فيما يخص اللائحة المخصصة لعقوبات السلوك الواردة من الوزارة ، والتي لم تجد التطبيق من إدارات المدارس على الطلاب مما جعل الطلاب يستشرون ويتباهون في استخدامها إلى درجة استخدام جميع الطلاب في بعض المدارس لاسيما الثانوية منها لأجهزة الاتصال ، بالإضافة لظاهرة استخدام ( التنباك ) المروجة من قبل العمالة الأجنبية في البلد ، والتي يتباهى هؤلاء الصغار من خلالها بالوصول إلى مرحلة الرجولة الناضجة ، وتقرير المصير الزائف المعلل لديهم بالطفش وهم في بداية حياتهم . عموما مكافحة هذه الظواهر تحتاج إلى عمل جاد ، وتعاون مثمر بين المدرسة ، والأسرة ، والمجتمع بكافة أطيافه كون المدرسة وحدها لا يمكن لها أن تقوم بدور إنفرادي مالم تجد الدعم من الآخرين والمكملين لها في هذا الجانب المهم بالنسبة لأجيالنا ، ولاننسى الدور المهم الذي يجب أن تقوم به وزارة التربية والتعليم من خلال إبراز المخاطر الفكرية لأجهزة الاتصال ، وكذلك الصحية فيما يتعلق بخطورة ( التنباك ) من خلال إقامة المحاضرات والندوات بالإضافة إلى إقامة المعارض بالتعاون مع الهيئات والجمعيات الحكومية والأهلية القائمة في هذه المجالات بما فيها وزارة الصحة من أجل أن نحمي أبناءنا من الهدم الذي يستهدفهم ويريد النيل منهم . عبده بلقاسم المغربي- الرياض