يجتمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة اليوم في قمتهم الدورية ال33، وهي أول قمة تُعقد بعد أن أمكن احتواء الأحداث التي شهدتها البحرين خلال الفترة الماضية، والمتمثلة بأعمال العنف والتخريب التي قامت بها فئة خارجة عن النظام والقانون، بتحريض من الجارة إيران، وهو ما يؤكد أن البحرين كغيرها من شقيقاتها دول المجلس صخرة أمنية صلبة أمام كلِّ مَن يحاول زعزعة الاستقرار، وبث بذور الفتنة والانقسام على الأرض الخليجية. إن عقد القمة بالمنامة وفي هذا التوقيت البالغ الدقة والحساسية، يؤكد أن المسيرة الخليجية ماضية في تحقيق أهدافها، إلى جانب أنه يأتي بمثابة التأكيد على عروبة مملكة البحرين، والرد على التدخلات والمزاعم والاستفزازات الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، وهو ما أمكن ملاحظته فيما يصدر عن حكام طهران بين الحين والآخر من مزاعم بتبعية البحرين للدولة الفارسية، فضلاً عن قيام طهران بأكثر من محاولة لقلب نظام الحكم فيها، بدءًا من الثمانينيات عندما أعلنت المنامة ضبطها مجموعة من المخربين تلقوا تدريباتهم بإيران، بهدف قلب نظام الحكم، وهو ما تكرر أيضًا في التسعينيات عندما شهدت البحرين حالة من الفوضى، واتهمت المنامة رسميًّا طهران بالتورّط في تمويل تنظيمات سرية تهدف إلى قلب نظام الحكم، وإقامة جمهورية على النمط الإيراني. كما كشفت سلطات البحرين في العام 1996 عن مخطط لما يسمّى بحزب الله البحريني، وهي حركة معارضة شيعية، لقلب نظام الحكم، وأحدث تلك المحاولات الانقلابية ما قام به خارجون عن القانون عام 2011م لتحقيق ما عجزت عنه المخططات السابقة. لكن يبدو أن إيران لم تفهم حتى الآن مغزى فشل كل تلك المحاولات والمخططات. لعل أهم ما يشغل بال إيران الآن "الاتحاد الخليجي" المتوقع أن يرى النور في القمة الخليجية التشاورية المقبلة في الرياض، فهذه الخطوة إذا ما تحققت على أرض الواقع، فإنها ستشكل الرد المناسب على المطامع الإيرانية التي تستهدف كافة دول الخليج، وليس البحرين فقط. فالدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته الافتتاحية بالقمة الخليجية التي عُقدت في الرياض العام الماضي، بالانتقال من مرحلة "التعاون" إلى مرحلة "الاتحاد"، تؤكد حرصه الشديد على أمن واستقرار دول المجلس، والوقوف بصلابة أمام كل ما تواجهه من مخاطر، وتهديدات، وتحديات سواءً من إيران أو من غيرها.