سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطبة الجمعة.. وأهمية التوقيت لها إن من فقه خطيب الجمعة هو أن يكون عالماً بأركانها وواجباتها، ومن ضمنها قصر الخطبة، وعدم التطويل فيها خشية المشقة على المصلين
قد يغفل الإنسان أحياناً ويخرج عن مساره الصحيح، وذلك جراء سرعة حركة الحياة وكثرة مشاغله، ودخوله في دوامة العمل اليومية التي لا تنتهي، وبذلك عندما تأتي الجمعة وهو يوم راحة المسلمين، وهي مناسبة أسبوعية جليلة على الخطيب أن يخلص لها ويعمل عليها مدار أسبوع كامل، ولذا فإن خطبتها وصلاتها تعد نبراساً لتقويم سلوكيات المؤمنين، ينير لهم الطريق، وينبه الغافلين الذين قد يتجاوزون الحدود، ويسرفون على أنفسهم فيعودون إلى الله، ويلتزمون بما يرضي الله ورسوله. ويوم الجمعة هو سيد الأيام، ولصلاتها وسماع خطبتها فضائل عديدة، ومزايا كثيرة، ولذلك شدد الإسلام على حضور الصلاة، والاستماع للذكر بتركيز شديد، وبدون لغو أثناء أداء خطبتها للاستفادة من معطياتها. وهناك بعض الأمور التي تحتاج إلى معالجة، وتشق على الناس أثناء أداء الشعيرة ومنها على سبيل المثال، إطالة الخطيب للخطبة، والاسترسال الذي لا داعي له، وعدم مراعاة أوضاع المصلين، فمنهم المريض، وصاحب الحاجة، والمصاب بالسكري وغيره من الأمراض، فإطالة الخطبة زيادة عن المألوف مخالف لهدي المصطفي – صلى الله عليه وسلم – حيث كان من شمائله - عليه الصلاة والسلام - إنه يقصر الخطب الجمعية، ولا يطيل فيها كثيرا، لأن خير الكلام ما قل ودلّ، فلا داعي للاسترسال والتكرار الممل، حيث إن الإنسان يفقد التركيز عن مضمون الخطبة بعد العشر دقائق الأولى، ثم يغلب عليه النعاس، خاصة إذا كانت الخطبة طويلة، وغير ذات معنى، ولا يستفاد من موضوعها، وبعيدة كل البعد عن معالجة مشاكل الناس وهمومهم، ونصحهم وإرشادهم للطريق القويم وما يقع فيه الإنسان من مخالفات طوال أيام الأسبوع. إن من فقه خطيب الجمعة هو أن يكون عالما بأركانها وواجباتها، ومن ضمنها قصر الخطبة، وعدم التطويل فيها خشية المشقة على المصلين، بحيث لا تأخذ الخطبتان مع الصلاة أكثر من نصف ساعة، حيث يأتي في الخطبة الأولى بمناقشة قضايا تهم الناس في أمورهم الدينية، والحياتية، والمعيشية، وفي الثانية بالصلاة على النبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم- والدعاء لعامة المسلمين. إننا نأمل من وزارة الشؤون الإسلامية بأن تعمم على جميع الجوامع بأن تكون خطبة الجمعة قصيرة، جامعة شاملة، مراعية لأحوال الناس، متناسقة مع ظروفهم، مركزة على ما ينفعهم، داعية لهم بتوخي الحذر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما نود أن تؤكد الوزارة على جميع أئمة الجوامع بأن يضبط الخطيب وقت الخطبتين مع الصلاة، بحيث لا تزيد عن نصف ساعة، وذلك لتمكين الناس من الانتشار في الأرض، والابتغاء من فضل الله، ولقضاء حوائجهم بعد أن منّ الله عليهم بأداء شعيرة الصلاة. [email protected] . [email protected]