قبل ثلاثة أسابيع قلت أن " الأستاذ الجامعي المتميّز..عملة نادرة. !؟ " (المدينة 1/12/2012 م ). لم يكن مقالاً قاسياً أو هجومياً - مع أن في النفس الكثير مما يُقال واحتسب كتمانه إلى حين - فاجأني مجموعة من الزملاء أعضاء هيئة التدريس مستغربين ومستنكرين، وأخرج لي أحدهم قصاصة من جريدة الجزيرة (الاربعاء 14 ربيع الثاني 1433 ه ، العدد 14405)، لمقال كتبه د. خالد محمد الصغِّير بعنوان "بين الأستاذ والطالب في جامعاتنا" وقرأته, وللحق فقد كان معتدلاً في طرحه. ولعلي أعرض للطلاب في مقالي اليوم, وبرغم أن د. الصغير قد شخّص حال الطلاب حين قال ".. والكثير من الطلبة الجامعيين شركاء في خلق هذه الأجواء السلبية من خلال تبنّيهم مجموعة من الصفات والسلوكيات غير السويّة من حيث عدم استشعار مسؤولية الطالب الجامعي . . فالعديد من الطلبة يعمدون إلى زيارة الأستاذ في مكتبه فقط أثناء فترة الامتحانات لمعرفة الفصول المحذوفة، والتعرف على طبيعة الامتحان ، وعدم تسليم ما يقوم الأستاذ بتكليفهم به من بحوث دراسية صفية. وإلى جانب ذلك يقوم البعض منهم بالتغيب المتكرر عن حضور المحاضرات، ومحاولة اختلاق الأعذار الواهية لعدم الحضور، والاشتغال بأمور أخرى على حساب التحصيل العلمي، وكذلك تأخير مذاكرة المادة العلمية إلى قبيل فترة الامتحانات، وقصر طموحه على تأدية الحد الأدنى الذي يضمن له النجاح في المادة، والرضا أو القناعة بالتخرج بمعدل متدنٍ ". فهل كان د. الصغير قاسيا ؟ أبدا . وياليته فعل !! انطلاقا من قول الشاعر : قسا ليزدجروا ومن يك حازما * * * فليقسُ أحياناً على من يرحم , هل كان يصف الواقع . . ؟ بالتأكيد نعم !! ولكن ماأسباب كل ذلك؟ ياسادة بكل الصدق نحن - المجتمع - , والأسرة والتعليم العام من فعل هذا بأبنائنا وبناتنا من طلاب الجامعة . قبل قدومهم إلى الجامعة , لم نعلّمهم معنى تحمل المسئولية، ولم نُربّهم على معنى الولاء للوطن والفخر ببلاد الحرمين ولم نعلمهم معنى الاعتماد على النفس ولم نساعدهم على اكتشاف كوامن قدراتهم وطاقاتهم , وبكل التوافه والمُلهيات أشغلناهم . وفي الجامعة أشعرناهم أن المنهج الدراسي ( الحرفي ) مقدّس , والأستاذ الجامعي برغم ضعف قدراته مُحصّن من النقاش والنقد . طلابنا وطالباتنا , بحاجة أن نعيد إليهم الثقة بأنفسهم , بحاجة أن نُشركهم بجديّة في كل مناحي العملية التعليمية . ياسادة طلابنا وطالباتنا, كُلّهم – بدون استثناء – مُبدعون لو عرفنا مكامن إبداعهم، وأتحنا لهم الفرص وهيأنا لهم الإمكانات. ولأجل ذلك يجب أن تتغير مناهجنا الدراسية، وأن يتحول التعليم التلقيني إلى التعليم عن طريق الممارسة والتجربة والبحث. وحينها فقط سنرى الفرق . وبالله التوفيق وكيل جامعة الطائف للتطوير والجودة