بينما توالت ردود الأفعال بعد إصدار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لحزمة قرارات جمهورية بإعادة تنظيم وهيكلة الجيش وإلغاء تشكيلات عسكرية وعزل قادة عسكريين كبار في أكبر تغيير يشهده الجيش منذ الإطاحة بالرئيس السابق. كشف مصدر بجهاز الأمن الرئاسي الخاص بالرئيس هادي ل»المدينة» أن الجهاز في حالة استنفار قصوى، فيما بدأ بتنفيذ خطة استثنائية لتأمين محيط منزل الرئيس وحركة تنقلاته وتنقلات أفراد أسرته. وأشار المصدر إلى وجود خطة أمنية حازمة لحماية الرئيس من أي ردود أفعال من قبل القادة الذين سيتم إقالتهم تباعا في الأيام المقبلة. وأصدر الرئيس هادي مساء أمس الأول الأربعاء حزمة من القرارات الجمهورية بإعادة تشكيل وحدات الجيش اليمني في إطار 4 مكونات هي (القوات البرية، والقوات البحرية، والقوات الجوية، وحرس الحدود) والتي عملت على إقالة اللواء علي محسن الأحمر وأقارب صالح من قيادة الجيش والأمن، وإلغاء تشكيلات الفرقة أولى مدرع والحرس الجمهوري. ونصت أيضا على إقالة قادة ألوية عسكرية وتعيين قادة جدد لها، ومن بينها سحب قيادة القوات الخاصة من إمرة العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق. وقال مصدر في جهاز الحماية الرئاسية ل»المدينة» إن توجيهات صارمة تلقاها جهاز الأمن الرئاسي بعدم التهاون مع من سيخالف القرارات الجمهورية التي صدرت وسيتم إلقاء القبض على من يخالف ويحال إلى محاكمة عسكرية عاجلة. وأعلنت الدول الراعية للمبادرة الخليجية، وقيادات عسكرية وسياسية ومدنية عن تأييدها ومباركتها للقرارات، واعتبرتها خطوة في إعادة الاستقرار للبلد. حيث أعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني في اتصال هاتفي بالرئيس عن مباركته وتهانيه الحارة لصدور القرارات، وقال الزياني «إن المضي في طريق إعادة هيكلة الجيش هي عملية لا بد منها». ونقل للرئيس هادي تأييد دول مجلس التعاون الخليجي لهذه الخطوات والقرارات والتعيينات، وكل ما هو ضروري لخروج اليمن إلى بر الأمان. من جهته، قال اللواء الركن علي محسن صالح إنه يرحب بالقرارات التي أصدرها الرئيس. مضيفا أنه مستعد لتنفيذها وأنها تضع اليمن على المسار الصحيح بما يمكنه من الوصول إلى بر الأمان تحت قيادة المشير عبد ربه منصور هادي. وقال محسن «هذه القرارات ستعيد هيكلة القوات المسلحة على أسس فنية علمية ومهنية، ومن سيرفض تنفيذها سيكون مخربا». وفيما لم يعلق نجل الرئيس السابق خالد علي عبدالله صالح قائد اللواء أول مشاه جبلي «السابق» على هذه القرارت التي أقالته هو الآخر من قيادة اللواء، ذكر موقع حزب المؤتمر- الذي يترأسه صالح- أن العميد يحيى محمد عبدالله صالح بعث إلى الرئيس برقية تضمنت تهنئته وتأييده للقرارات التي أصدرها، واصفا إياها ب«الشجاعة». وعلق الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض على قرارات الرئيس هادي بالقول «إن أي قرارات يتم اتخاذها فإنها تخص الشمال، فهذا شأنهم فقراراتهم لا تهمنا ولا تعنينا انها شأن يمني، ونحن جنوب عربي». كما رحب تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض بالقرارات. معتبرًا إياها «خطوة مهمة وأساسية في التهيئة والإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل». ووصف تلك القرارات بالملبية لرغبات كافة القوى الوطنية، وخطوة عملية تعبر عن تطلعات شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتحقيق مطالبها.