كشف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن مخرجات المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف سيتم الاستفادة منها في موسمي رمضان والحج المقبل. وقال ل «المدينة» عقب تفقده أمس مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، إن المشروع دخل الأسبوع الرابع على تدشين العمل في تنفيذ المرحلة الأولى المشروع رافعًا الشكر لخادم الحرمين الشريفين على أمره الكريم بهذا المشروع التاريخي العظيم وتوجيهه بالبدء فيه. واكد أن أعمال الإزالة الحالية ستشمل الجزء الشرقي من التوسعة السعودية الأولى المحاذي للمسعى والجزء الشمالي المقابل لباب الفتح، كما ستشمل إزالة الجزء الشرقي الخرساني المكمل للرواق التاريخي والذي تم الانتهاء من إنشائه في عام 1426ه ضمن مشروع توسعة المطاف في الدور الثاني والسطح. وأضاف أنه جريًا على عادة الرئاسة في الحفاظ على المقتنيات التاريخية التي نتجت عن توسعات المسجد الحرام والمسجد النبوي السابقة والتي أنشأت لها معرض عمارة الحرمين الشريفين عام 1420ه بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، فقد تم توجيه الإدارة العامة للمشروعات والدراسات بإعداد الدراسات اللازمة لتوسعة المعرض لاستيعاب القطع الأثرية والنقوش الكتابية التي جرى حصرها وتوثيقها بكافة وسائل التوثيق العلمية، وجاري العمل على ربطها بنظام المعلومات الجغرافية (GIS)، وقد سبق للرئاسة أن أضافت ما نتج عن مشروع التوسعة الجزئية للمطاف التي تمت في عام 1426ه وكذلك مشروع تسوية مناسيب الحرم القديم التي تمت في عام 1427ه إلى المعروضات الخارجية وشمل ذلك الأعمدة والتيجان التي نتجت عن هذين المشروعين. وبين السديس أنه ستتضح معالم المشروع بشكلٍ دقيق بعد اكتمال مرحلتيه الثانية والثالثة اللتين ستنفذان إن شاء الله في عامي 1435، 1436ه على التوالي، وذلك من خلال الإبقاء على الرواق العباسي في النواحي الشمالية والجنوبية والغربية بعد أن يتم ترحيل الرواق الشرقي المتمم للرواق العباسي باتجاه الغرب لإفساح المجال لتوسعة مسار الطواف في الأدوار العليا، بالإضافة إلى تنزيل منسوب أرضيته إلى منسوب صحن الطواف لضمان الربط الأفقي الفعال بين صحن الطواف والقبو وانتهاءً بالساحات الخارجية. وأوضح أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف سيحدث نقلة كبرى في الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، ولا يقتصر ذلك على استيعاب مضاعفة أعداد الطائفين لثلاث مرات إذا ما اكتملت التوسعة في كافة مراحلها؛ بل يتجاوز ذلك إلى جودة وتنوع الخدمات التي سيوفرها هذا المشروع المبارك، فضلًا عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكافة المستخدمين بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال منظومة حركة مستقلة ومتكاملة. ودعا الرئيس العام الله عز وجل أن يمتع الإسلام والمسلمين بطول بقاء خادم الحرمين الشريفين وأن يمد في سماء المجد ارتقائه متوجًا بتوفيقه لإعلاء راية دينه وخدمة عقيدة الإسلام وأن يسبغ عليه لباس الصحة والعافية وأن يمد في عمره وصالح أعماله وأن يقر أعينه قريبًا بافتتاح هذه التوسعة المباركة ويشد عضده بولي عهده إنه سميع مجيب. الجدير بالذكر أنه بدأت المرحلة الأولى للمشروع من الناحية الشرقية التي تمثل عنق زجاجة وهي التي تحاذي المسعى وستشمل هذه المرحلة النصف الشمالي الشرقي من المسجد الحرام وتنتهي في الناحية الجنوبية مقابل باب وسلالم الصفا الكهربائية. وسيتم إنجازه على ثلاث مراحل مقسمة على ثلاث سنوات كما ستتضاعف الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى ما يقارب الثلاثة أضعاف (150) ألف طائف في الساعة وسيكون المطاف خاليا من العوائق والمخاطر ورفع مستوى الخدمات باستخدام أحدث الأنظمة والتقنيات للارتقاء بالخدمة المقدمة لقاصدي المسجد الحرام ويشمل ذلك أنظمة الصوت والإضاءة والتكييف ومنظومة لطواف ذوي الاحتياجات الخاصة منفصلة تمامًا عن منظومة المشاة وروعي في كافة أجزاء المطاف أعلى معايير الجودة والسلامة لقاصدي المسجد الحرام.