دشن وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة مصنع إيسوزو في المملكة، حين قاد بنفسه أول شاحنة من إنتاج مصنعها في الدمام ليعلن عملياً تدشين خط إنتاج الشركة من السيارات، مؤكدا "أن هذه الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل بالنسبة إلى صناعة السيارات في المملكة". مبيناً أن أجزاء من السيارة التي بدأ إنتاجها يتم تصنيعها محلياً، والبقية تأتي من الشركة الأم في اليابان، وستتم خلال الفترة المقبلة زيادة حجم الأجزاء التي تصنع محلياً في المملكة. *** ولا أريد أن أبدو متشائماً حول مستقبل صناعة السيارات في المملكة .. لكن مازال أمامي الأخبار, والصور، والمنشتات، والتصريحات التي صدرت يوم أعلن وزير التجارة الربيعة نفسه، حينما كان وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة المكلف مدير عام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، نيابة عن عبد الله بن أحمد زينل وزير التجارة والصناعة آنذاك، وكان بجانبه الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود، وأعطانا جرعة كبيرة من التفاؤل عن مستقبل صناعة السيارات في المملكة إلى درجة جعلتنا نؤمن بأننا قد اجتزنا مرحلة التمنيات إلى مرحلة الإنجاز. فقد أكد الربيعة، أن المملكة لديها قواعد وأسس صناعية قادرة على تحقيق حلم إنتاج سيارة بصناعة ومواصفات سعودية، وأن المملكة لديها 65 مصنعاً لصناعة إكسسوارات المركبات كصناعة المقاعد والدهانات والمعاجين والمنظفات والمجموعات الكهربائية وغيرها. وهي أخبار حملت طموحاتنا عالياً لعنان السماء وقفزت معها آمالنا نحو مستقبل نستطيع أن نُصنع فيه احتياجاتنا الأولية دون الركون إلى الخارج في كل صغيرة وكبيرة. *** وتجاوز الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود لاحقاً كل الكلمات والأحلام ليُعلن نجاح الجامعة - بجهودها الذاتية - في تصميم وتصنيع النموذج الأول من السيارة السعودية الأولى "غزال"، حيث وقع العثمان في نفس هذا الشهر من عام 2010، مع الرئيس التنفيذي لشركة ديجم الكورية لصناعة السيارات اتفاقية تعاون مشترك بهدف إنشاء شركة جديدة لصناعة السيارات بالمملكة برأسمال ( 500 ) مليون دولار لتصنيع سيارة اقتصادية جديدة (سيدان 1) مناسبة لاستخدامات السوق المحلي. لينتهي هذا المشروع كما وصفه الدكتور محمد القنيبط، الأكاديمي وعضو مجلس الشورى السابق، كأكبر كذبة من قبل جامعة الملك سعود. *** ومع الترحيب بكل الخطوات التنموية السعودية فإنني أخاف أن يتكرر ما حدث مع "غزال" بالأمس مع سيارة "إيسوزو" اليوم .. ليس من حيث أن تتبخر السيارة اليابانية كما تبخرت غزال، ولكن من أن لا يتحقق ما نأمله من تدريب الكفاءات السعودية القادرة على استلام زمام التصنيع وقيادة دفة هذه الصناعة الناشئة بأيد سعودية .. ولو في مرحلة لاحقة، وأن تشمل الإتفاقية مع الشركة الكورية تدريب وتأهيل جيل من المهندسين السعوديين قادرين على التعامل مع التوجهات المستقبلية للصناعة السعودية، وأن تنشأ قاعدة صناعية تقوم على أيدي وسواعد أبناء هذه البلاد. ¶ نافذة صغيرة: [[في هذه المرحلة التي تخطو فيها المملكة بجدية نحو بدايات القرن الحادي والعشرين، فإن التصنيع سيظل الخيار الاستراتيجي الأمثل للإسراع في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية.]] www.madeinsaudiarabia.net [email protected]