سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملتقى التراث العمراني الوطني ينطلق من الشرقيةفي دورته الثانية.. وتواصل الفعاليات اليوم يقام العام المقبل في المدينة المنورة متزامنًا مع احتفال عاصمة التراث الإسلامي
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن المملكة تعمل حاليًا من خلال الهيئة العامة للسياحة والاثار وشركائها على إعادة الحياة للمواقع التراثية التي شهدت ملحمة توحيد المملكة وتشكلت فيها شخصيتنا وقيمنا. وقال في كلمته في حفل افتتاح فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني مساء أمس الأول، والذي يقام هذا العام في المنطقة الشرقية (في كل من الدمام والخبر بعد أن انطلقت فعالياته في الإحساء يوم الأحد الماضي) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة وبمشاركة الأمير سلطان بن سلمان، وسمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، وسمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة، أن المملكة تنظر للتراث العمراني كاستثمار للمستقبل كما هو دائم مصدر للاعتزاز، مشيرًا إلى أننا ننظر لمواقع التراث بأنها آيلة للنمو والاستثمار وليست آيلة للسقوط كما كانت تسمى سابقًا. وقال: ننظر لتراثنا العمراني كاستثمار للمستقبل، كما هو دائمًا مصدرًا لاعتزازنا، والاستثمار في شباب هذا البلد الذي نريده مرتبطًا بجذوره وبهويته الوطنية، ونريده أن يعيش بلاده لا أن يسكنها فقط، وأن يكونوا ذكرياتهم في بلادهم من خلال زيارتهم لمواقعها التراثية في كافة مناطق المملكة. وأضاف: نريد استثمار مواقع التراث العمراني في إعادة إحياء تاريخنا المجيد وإخراج هذا التاريخ من بطون الكتب لتتحول المواقع التراثية المنتشرة عبر أرجاء بلادنا الشاسعة إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وأسرته وشباب الوطن تاريخ وحدتهم الوطنية العظيمة التي انطلقت من هذه القرى والبلدات المتناثرة عبر صحارى وجبال وشواطئ بلادنا الغالية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الدولة تقوم اليوم ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في قطاعات المناطق والبلديات والوزارات والمؤسسات الحكومية والتمويلية بالعمل على استدراك ما يمكن استدراكه وبث الحياة في المواقع، والأهم من ذلك بث روح الانتماء والاهتمام في المواطن للمحافظة على هذا التراث العظيم والمبادرة لاستثماره والاستمتاع به كجزء من حياتنا ومستقبلنا للأجيال المقبلة. وتابع: نحن نرى الحياة تعود وتدب بسرعة في المواقع التراثية التي احتضنت قيام هذه الوحدة المباركة ولا يمكن لشعب أو بلد وخاصة في في المملكة العربية السعودية هذا البلد الذي تكوّن على أسس وقيم وتضامن وتكاتف بين المواطن وبين الدولة ولا يمكن لبلد مثل هذا وهو يسابق الزمن في التطور والتحديث والتنمية أن يعيش بعيدًا عن قصة هذه المعجزة التي بناها آبائكم وأجدادكم والتي لم يقل يومًا ما أي إنسان بمن فيهم المؤسس الذي لم يقل يومًا أني بنيت المملكة بمفردي بل دائمًا يقول أني بنيت هذا البلد وأنا وهؤلاء المواطنين الرجال والنساء الذين تسابقوا على احتضان هذا المشروع الوحدوي المبارك والذي اليوم نراه مستقر وآمن ويسير على نحو مستقبل مشرق. وزاد: نحن انتقلنا من حالة شبه ازدراء وجهل في مواقعنا التاريخية وهدم لها إلى بناء منتشر في كل منطقة من مناطق المملكة اليوم، ونحن لم نشهد حالة هدم واحدة في موقع تراثي خلال الثلاث سنوات الماضية وهذا يعود بفضل الله ثم أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده والمسؤولين بجميع مستوياتهم منذ السنوات الماضية وهم يضخون منظومة قرارات مشروعات وأنظمة ومبادرات لتنضيم هذا المسار الكبير، ونحن اليوم نسجل المواقع التاريخية ونضخ أموالاً كثيرة ونقوم بتسليف المواطنين بدون فوائد ليطوّروا قُراهم ومنازلهم التاريخية وليستثمروا، نحن نقوم بإعادة الحياة للمواقع التراثية في القرى والمحافظات حتى يعود إليها أبنائها وبناتها ويعيشوا ويستثمروا فيها ويسمتعوا فيها ونشاركهم نحن في المتعة، نحن اليوم نستهدف أن يعيش المواطن بلده ولا يسكن فيه ويقضي إجازته في بلد آخر، والحقيقة لا يمكن أن يستمر وضع المواطن وهذه الأجيال التي فاتتنا الآن، وهي تقضي أوقات فراغها أو مع أسرتها في أماكن أخرى من العالم ويفوتها تكوين ذكريات في بلدهم، واليوم لا بد أن نتحدى عقارب الساعة والزمن ونحن نتطلع مع ما تم من أعمال كثيرة الصعب فيها ليس هو المشروعات والبناء الصعب فيها هو الإقناع، وأبشركم اليوم وأنقل هذه البشرى عن قلب صادق أننا لا نواجه مجتمع واحد أو قرية واحدة لا تريد التطوير والتنمية في مواقعها التراثية بعد أن كنا نواجه جميع القرى تقريبًا، والمحافظات التي فيها مواطنون يملكون، وكانوا لا يريدون أن يستثمروها، بل كانوا يريدون هدمها. وأعلن سموه عن أن الملتقى العام المقبل سيقام في المدينةالمنورة متزامنًا مع احتفال المدينةالمنورة عاصمة للتراث الإسلامي، مشيرًا إلى أن الاهتمام المؤسسي بالتراث العمراني يشمل جميع مؤسسات الدولة دون استثناء، وقال بأن هناك مبادرات سترى طريقها في الإقرار من الدولة هذا العام من أهمها المبادرة للعناية بالبُعد الحضاري هذا المشروع الرائد الذي يشمل حوالى 200 مشروع بتكلفة خمسة مليارات ريال على مدى ثلاث سنوات من ضمنها إنشاء منظومة كبيرة من المتاحف، ونحن بدأنا في إنشاء نحو 11 متحفًا إقليميًّا ومنظومة من القرى التراثية وقصور الدولة التي ستعود لها الحياة، وقد استقبل خادم الحرمين الشريفين هذا المشروع بحماس كبير، ووجّه بدراسته وهو في طور الإقرار، وهذا المشروع الرائد سوف يغيّر وجه المملكة فيما يتعلق بالتراث العمراني الوطني وسوف يفتح مواقع التراث للمواطن، وسوف يفتح قلب المواطن لتاريخ وتراث بلاده. من جانبه أكد الأمير جلوي بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية في الكلمة التي ألقاها نيابة عن راعي الحفل، أن هذا الملتقى يعد فرصة هامة لالتقاء المختصين والمهتمين بالتراث العمراني لبحث سبل المحافظة عليه واستثماره، وقال: يسرني أن أكون معكم في هذا اللقاء المبارك نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وأضاف: نسعد باستضافة المنطقة الشرقية لفعاليات الملتقى الثاني للتراث العمراني الوطني حيث يشكل فرصة طيّبة لالتقاء المهتمين والمختصين والمواطنين للتعريف بهذا النوع من التراث الوطني العريق، وإننا إذ نحتفي بالتراث العمراني ونلتقى للاهتمام به وتطويره فإننا نؤكد أننا نعمل جميعًا لنعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالاهتمام بالتراث الوطني بكافة أشكاله، وربط المواطن بتاريخه ووحده وطنه. وأضاف: نتطلع الى ذلك اليوم الذي نرى فيه أواسط مدن المنطقة الشرقية وقد تحولت إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي بعد إعاده تأصيل هويتها التراثية وإلى المناطق والبلديات التراثية كما نتطلع إلى مبادرة رجال الأعمال والمستثمرين في تأهيل مواقع التراث العمراني وتوظيفها واستثمارها. من جهته، قدم أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي في كلمته في الحفل الشكر لكافة القائمين على الملتقى وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان، متمنيًا أن يسهم التعاون بين هيئة السياحة والأمانة في تطوير عملية المحافظة على كنوز التراث العمراني الوطني بالمملكة وتعزيز الهوية العمرانية التراثية المحلية في كافة المدن. ووصف الملتقى ب»الهام»، موضحًا بأنه يجتمع فيه كافة المسؤولين من وأشار إلى أن الأمانة قامت من خلال برنامج تطوير وتحسين النمط العمراني بمنطقة وسط الدمام بتحسين وتأهيل عدد 200 منشأة قديمة بالمنطقة المركزية كمرحلة اولى وفق الهوية المعمارية المحددة، كما سيواصل البرنامج استهداف 250 مبنى قديمًا آخر بالمنطقة المركزية ليتم تحسينه وترميمه كمرحلة ثانية خلال الفترة المقبلة. تكريم الجهات الراعية والشخصيات كرًم الأمير سلطان بن سلمان خلال الحفل الجهات الراعية وعددًا من الجهات والشخصيات التي ساهمت في دعم جهود المحافظة على التراث العمراني، وهم: أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي لقاء جهوده في تطوير مركز مدينة الدمام وتأسيس مركز التراث العمراني بالأمانة، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد ابو راس لجهوده في تأهيل مدينة جدة التاريخية، وأمين منطقة جازان المهندس عبدالله بن محمد القرني للمساهمة في ترميم وتاهيل قرية القصار التراثية وتخصيص موقع لمجلس التنمية السياحة لإقامة قرية جازان التراثية، وأمين محافظة الأحساء المهندس فهد الجبير لتنفيذ مشروع القيصرية وتطوير وسط مدينة الهفوف التاريخي، وصالح بن محمد القناص العمري لدوره في تأهيل وتطوير قرية آل عليان التراثية في محافظة النماص بمنطقة عسير، وعبدالعزيز بن رقوش لتنازله عن قصر ابن رقوش لصالح الهيئة لمدة عشرين سنة، ورئيس بلدية محافظة المجمعة المهندس بدر الحمدان لتطوير تحسين وسط المجمعة التاريخي، ورئيس بلدية محافظة ضباء المهندس محمد بن ناجم الحويطي لتأهيل وسط مدينة ضباء التاريخية، ورئيس بلدية محافظة الجواء المهندس صالح الصالح لتأهيل البلدة والسوق القديم بعيون الجواء، ورئيس بلدية محافظة الغزالة المهندس غدير بن صخيل الشمري لتطوير البلدة التراثية في الغزالة، وحمد بن محمد بن عومان آل منجم لترميم عدد من المباني التراثية على نفقته الخاصة، ومحمد الخطيب لتنازله عن بيت الخطيب لصالح الهيئة لمدة عشرين سنة، وفراج العسبلي لتنازله عن بيت قصر ثربان لصالح الهيئة لمدة عشرين سنة، وعبدالله بن فراج آل هتيل لترميم وتأهيل منزل تراثي وتوظيفه متحفًا، وصالح محمد القناص لتأهيل وتطوير قرية آل عليان. كما افتتح الأمير سلطان بن سلمان المعرض المصاحب للملتقى والذي يضم أجنحة لعدد من الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بالتراث العمراني والسياحة الوطنية. وتتواصل فعاليات الملتقى أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء من خلال جلسات وورش العمل المقامة في فندق الشيراتون ومعارض الفعاليات التراثية المقامة في مجمع الراشد. ويشار إلى أن فعاليات الملتقى تبث مباشرة على الموقع الرسمي للهيئة العامة للسياحة والآثار، إضافة إلى الموقع الإلكتروني للملتقى على الرابط http://www.nbhf.org.sa والذي تم تعميمه بشكل موسع على جميع المهتمين والمتابعين، وقد تم التنسيق مع وزارة التعليم العالي لتعميم رابط النقل الحي لجميع طلبة وطالبات الجامعات السعودية وأكثر من 140 ألف مبتعث حول العالم. والجدير ذكره أن ملتقى التراث العمراني الوطني تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار سنويًّا في إحدى مناطق المملكة بالتعاون مع الأمانات والجامعات المحلية، وقد أقيم في دورته الأولى بمدينة جدة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.