* مهما جاء الانتماء يكون الصحفي منّا غير منصف إذا تجاهل حضور (النصر) وانتصاراته الآن بدوري زين، أو كأس الاتحاد العربي..! أو لا يشخص إلى حضاراته البطولية وتاريخه وأياديه التي امتدت كنور الشمس.. وتحمل جماهير النصر مشاعر وفيّة تجاه فريقها تأتي بقدر أفراح الدنيا عندما تنزف خوافقها بوجود النصر وحتى فقدانه في نفس اللحظة، ونفس المكان؟! * يكتب المنصفون منّا كثيرًا فيما يعشقون من انتماءات.. ويسرفون في عواطفهم. ولكن نفوذ إشراقة النصر تجيء أحيانًا أقوى من الكلمات دون ضجيج أو لعلعة!! * ويطل (النصر) مستيقظًا كالصباح.. ويستيقظ أمس جماهيره في خواطرهم بكل ما يحمل من الصور الجميلة؟! ولقد كان لاعبو النصر من قبل بذاتهم وبشخوصهم، وبكل ما فيهم مستيقظين في ذاكرة الجماهير.. التي ظلت سعيدة.. وسعيدة جدًّا حين وافاها (النصر) وتماثل بعافيته الآن فيما كان أمامها ردح من الزمن كالغريب!! * وليس الحضور الجاد والفاعل في دوري زين، وفي زمن النصر البطولي (غربة).. بل قطيعة.. فقدت العين فيها الضياء.. والقلب فيها الإحساس.. وما تبقى كان للأسئلة وللنهار الذي طوى فيه الشوف أبعاد الرؤية، ولم يعد للعين سوى مساء غير حميم؟! * والمنصفون أيُّها السادة.. يكتبون دائمًا لكل الفرق إذا ما عجّت عوالمها بالحركة والتفاعل.. بعيدًا عن التصنّع والتزلّف لأنهم، وإن كانوا على بعد خطوات عنها.. لن يشعروا أبدًا بأنها بعيدة بحجم اقترابها منهم؟! لذا فالنصر واحد من تلك الفرق العملاقة؛ لأنه الفريق الذي ما إن يمجد بكل بطولة، أو حتى فوز إلى حد إنكار الآخرين.. وما أن يبرر كل خسارة من أجل انتمائه الصادق.. حتى يصبح أكثر إبعادًا في بوح الصدق الانتمائي الذي تشعر به جماهيره، ويحس به عاشقوه في حروف الابتذال السخي للمنصفين، وهم يحاولون إقناع الآخرين بمنطق القناعة التي تواكب الحدث؟! * وهكذا.. تظل جماهير النصر في جبال الجزيرة، أو وهادها، أو هضابها وشطآنها.. لا تحيد عنها (فرحة النصر).. لأنها فرحة (بنور الشمس) وإشراقها مرة أخرى على الجباه.. ولا بأس عندئذٍ من أن يحترق النصراوي حبًّا وعشقًا في صدق الانتماء! * أيُّها النصر.. بأميرك فيصل بن تركي، ولاعبيك (العنزي.. وعبدالغني.. وشوكت وعيد.. والغامدي.. وعبدربه.. وغالب.. وعطيف.. وحمود.. والسهلاوي.. وأيوفي.. والزيلعي.. وبقية كوكبة المدرب دانيال كارينو..).. أرجو أن تتقبل مني ما جادت به نفسك السخية بتأهلك العربي، ومركزك المتقدم بالدوري ونقاطك التي تجتاز الثلاثة بعد العشرين.. وبهدافيك (أيوفي والسهلاوي)، وأن تنال من جماهيرك مع ما أعطيتهم عميق تأثرهم لإيثارك وتفوقك على نفسك..! * رحماك بهم.. فإن موقفك الكبير حين (أشرقت بدوري زين) على قوتك العاطفية تجاههم أفرحهم كثيرًا.. فقد كانوا يطمحون إلى أن ينالوا بها نصرًا وشرفًا.. ويحتضنوا دمعة الوفاء في وقت جفت فيه مشاعر الاحتضان..!! * أيُّها النصر لست -وأيم الله- مدّاحًا فتحثو بالتراب في وجهي.. ولا متطفلاً بكلماتي الكبيرة بموقفك.. وقد علمت انتمائي المغاير.. إنني فقط أحد المنصفين، وأنت بالنسبة للمنصف عمامته التي على رأسه وثوبه الساتر! * بمداد الروح.. رغم هلاليته.. هذا المقال نشر لتبيان أن الكاتب سبق، وأن ساهم في تسمية جماهير النصر (بجماهير الشمس)، ومنذ عشرين عامًا حين كان كاتبًا بجريدة الجزيرة.