افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة مساء أمس فعاليات ندوة «الوسطية.. منهج رباني ومطلب إنساني» التي ينظمها كرسي الإمام محمد بن عبد الوهاب للوسطية ودراساتها بالجامعة الإسلامية بمشاركة 24 باحثاً وباحثة من مختلف الجنسيات، بحضور عدد من كبار المسؤولين والعلماء والمثقفين والإعلاميين على رأسهم معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقاً. وقال مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي العقلا في كلمته في حفل افتتاح الندوة إنَّ مبدأ الوسطية هو المنهج الإسلاميُّ الحق وهو الأساس الذي على المجتمعات الإسلامية أن تتبناه؛ فأمَّتنا أمة الوسط ، مشيراً إلى أن الوسطية هي الأساس الرشيد الذي يحمي المجتمعات من الغلوّ أو التطرُّف. وأرجع العقلا ما يشهده واقع اليوم من فتن ومظاهر للفُرقة في العالم الإسلاميّ إلى تغلغل بعض الأفكار الهدامة وسيطرتها على بعض العقول حيث جنحت بها بعيداً عن وسطية الإسلام وعدله وسماحته. وأضاف إن منهج الوسطية هو المنهج القويم الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم، والسّلف الصالح رحمة الله عليهم. وزاد: إن الجامعة الإسلامية تشرف باحتضان كرسيّ الإمام محمد بن عبدالوهاب للوسطية ودراساتها انطلاقاً من أهمية منهج الوسطية وترسيخ مبادئها، ولأنَّ هذه الدولة المباركة قد قامت على مبدأ الوسطية منهجاً وممارسةً حياتيَة يوميّة، شهد لها القاصي والداني بذلك منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، مضيفاً أن الكرسي يهدف إلى تأصيل منهج الوسطية من خلال الدراسات والبحوث والبرامج الأخرى كالدورات العلمية والمحاضرات. وقدم العقلا باسمه وباسم منسوبي الجامعة الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على حرصه على دعم الجامعة ورعايته المتواصلة لكافة برامجها. وفي كلمة لأستاذ كرسي محمد بن عبدالوهاب للوسطية ودراساتها الدكتور محمد بن باكريم با عبدالله قال: إن الوسطية أصبحت «ليلى» هذا العصر، فالجميع يدعي ودّها ويُجمِّل بها مَسلَكه ويروّج لمنهجه بها، وهي في الحقيقة لا تقر للكثير منهم بهذا والتبس الأمر علىكثير من الناس إذ أصبحت الوسطية تعني للكثير منهم التنازل عن الثوابت والتفريط في المبادئ، فوجب على حراس العقيدة وحُماة المنهج الإسلامي المعتدل، تحرير هذا المصطلح، والدفاع عنه حتى لا يتحول إلى أداة لأعداء الإسلام، ووسيلة لأصحاب المناهج المنحرفة، ومن هنا جاء تأسيس كرسي الإمام محمد بن عبدالوهاب للوسطية وتطبيقاتها. وأضاف با عبدالله إنه انطلاقاً من رسالة الجامعة ودورها الريادي في التأصيل العلمي وتحقيقاً لنهجها الوسطي تبنت تأسيس كرسي علمي بحثي يحمل اسم الإمام المجدد الذي كانت دعوته الإصلاحية ترجمة لوسطية الإسلامية عقيدة وشريعة وسلوكاً، حيث يعنى الكرسي بتأصيل ونشر منهج الوسطية والاعتدال ويسعى إلى تحقيق الريادة العلمية في مجال الأبحاث والدراسات المتعلقة بالوسطية في الإسلام ودراساتها وشمولها لكافة مناحي الحياة، وفق خطة علمية شارك فيها عدد من أهل الخبرة والاختصاص من مختلف الجامعات والمراكز البحثية. وقال إن الندوة جاءت لتُسهم في تحرير مفهوم الوسطية وتأصيل منهج الاعتدال ونشره والدعوة إليه وإبراز وسطية الإمام محمد بن عبدالوهاب والمملكة عموماً. ونقل الحفل للنساء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بقاعة دار الحديث المدنية بطريق المطار.