رياح التغيير تقرع أبواب دمشق بقوة، فيما يترقب ضمير العالم الموجوع أخبارًا سارة يتوق إلى سماعها قريبًا عن انتصار الثورة وسقوط الطغيان، فيما يخوض الجيش السوري الحر معركة حاسمة للسيطرة على مطار دمشق الدولي، ما قد يمهد لتحرير العاصمة السورية وسقوط نظام بشار الأسد، وهو ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بعد أن أصبح الجيش السوري الحر على مرمى حجر من المطار بأن نظام الأسد يمكن أن يسقط في أي وقت. فيما تسارعت التحذيرات الدولية من كافة القوى الكبرى لرئيس النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه معتبرين أن ذلك سيؤدي على الفور إلى تدخل دولي واسع في الصراع. مخاوف المجتمع الدولي لم تصدر عن فراغ، وإنما جاءت بعدما أشارت تقارير استخباراتية غربية إلى وجود أنشطة عسكرية غير طبيعية بالقرب من مستودعات للأسلحة الكيماوية. معركة دمشق تؤشر إلى قرب نهاية الديكتاتور القاتل لشعبه، والتحذيرات الدولية للأسد من استخدام السلاح الكيماوي في معركته الأخيرة ضد شعبه، تعني أن مراكز الرصد والمتابعة الدولية ترى أن يوم الحسم بات قريبًا، وأن النظام المجرم قد لا يتورع فيما يلفظ أنفاسه الأخيرة عن هدم المعبد فوق رؤوس الجميع. كنا نتطلع دوما إلى نهاية سلمية للصراع، يتفهم فيها النظام الأسدي أن أحدًا من شعبه لا يريده، وأن عليه أن يحمل عصاه ويرحل، لكن شبق التسلط لدى الأسد وزبانية نظامه أعماهم عن رؤية الحقائق، ودفعهم إلى تصديق ما كانوا يروجونه من أكاذيب طول الوقت عن الإصلاح والتغيير، والآن وقد بات واضحًا أن النهاية وشيكة، فإننا نناشده أن يتفهم هذه الحقيقة في اللحظات الأخيرة من صراع سقط فيه أكثر من أربعين ألف قتيل على يد قوات النظام، وأن يرحل قبل أن يلقى مصيرًا مظلمًا مثل ذلك الذي لقيه الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. لا نشك لحظة في أن العالم سيكون أفضل بدون بشار الأسد، ونأمل أن تكون نهاية النظام السوري بمثابة إعادة بناء لسوريا كدولة عربية حرة تساهم مع الأشقاء العرب في بناء مستقبل أفضل لشعبها و للأمة العربية جمعاء.