لقد اعتنت دولتنا الرشيدة حماها الله بكتاب الله عز وجل وتدريسه وحفظه ؛ فمجمع الملك فهد يرحمه الله لطباعة المصحف الشريف خير دليل على ذلك والاهتمام بتكوين الحلقات في المساجد والمراكز في المدن والقرى ومسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية ؛ ثم كان فتح مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات لجميع المراحل للعناية بتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده وترتيله .فعلى سبيل المثال مدارس تحفيظ القرآن للمرحلة الابتدائية في بعض المحافظات تسند بعض مديرات المدارس تعليم القرآن الكريم لخريجات معاهد المعلمات ، فمع الاحترام لأولئك المعلمات إلا إنه ينقصهن الإتقان الكامل لتلاوة القرآن وتجويده ؛ ويعتمدن بعضهن على الأشرطة التي تستمع إليها الطالبات وهذا لا يجدي إن لم تكن المعلمة ضابطة لكتاب الله تلاوة وتجويدا حتى تتلقاه الطالبات ويستفدن من ذلك ويتخرجن حافظات مجيدات لتلاوة كتاب الله وتجويده ؛ وإلا فما الغرض من انتماء أولئك الطالبات لتلك المدارس ، حتى المدرسات الحاصلات على مؤهلات دراسات إسلامية لم يكنّ بالغرض المطلوب لتدريس مادة القرآن الكريم في تلك المدارس . فإذا كان عجز في المدرسات المؤهلات لتدريس هذه المادة المباركة ؛ فبإمكان الجهات المسؤولة الاستعانة بخريجات معاهد المعلمات لتحفيظ القرآن الكريم الخيرية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ؛ هؤلاء الخريجات مجيدات لتلاوة كتاب الله بل حافظات له مجيدات إلى حد كبير في التجويد ويطبقنه عند تلاوته ، حتى إن من الخريجات حصلن على اجتياز القاعدة النورانية التي يمكن استخدامها في تهجي القرآن الكريم وتعلمه فمثل هؤلاء يمكن الاستعانة بهن ولو بالتعاقد المؤقت . أو بإمكان برنامج مشروع حافز أن يولي اهتمامه بهؤلاء الخريجات من المعاهد الخيرية وتعيينهن في مدارس تحفيظ القرآن لتدريس تلك المادة الكريمة فيكون هناك فائدتان : الأولى فائدة الطالبات لإتقان تلاوة كتاب الله وحفظه وتجويده والأخرى إيجاد عمل لأولئك الخريجات ولو بالنزر اليسير . مطهر الفقيه القوز