تحت شعار «أهلًا أهلًا بالثوار» احتشد آلاف المتظاهرين صباح أمس «الجمعة» بميدان التحرير للمشاركة في مليونية «حلم الشهيد» التي دعت إليها بعض القوى السياسية للمطالبة بإلغاء إعلان «مرسي» الدستوري، ورفع المتظاهرون صورًا للشهداء كتبوا عليها عبارة «هنجيب حقهم ونحقق حلمهم» إضافة إلى استمرار تعليق اللافتات الضخمة التي تندد بما اسموه «الديكتاتورية «التي تنتهجها جماعة الإخوان، وتتضمن اللاءات الثلاثة وهي «لا للجمعية التأسيسية.. لا للإعلان الدستوري.. لا لديكتاتورية الإخوان»، مرددين «الشعب يريد إسقاط النظام» الأمر الذي ألهب حماس المعتصمين وزاد من نشاطه في إعداد الخيام الجديدة وإنشاء المتاريس وتعليق اللافتات. وبثت الاغاني الوطنية المصرية القديمة في مليونية ميدان التحرير، مثل أغاني «أم كلثوم» و»شادية» و»سيد درويش» و»عبدالحليم حافظ» وطالب المشاركون في المليونية بضرورة إسقاط الإعلان الدستوري الجديد، ووقف الاستفتاء على مسودة الدستور الحالية، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن إصدار دستور يعبر عن كل المصريين، والقصاص العادل لشهداء الثورة منذ 25 يناير مرورًا بالمرحلة الانتقالية وحتى سقوط الشهيد في أحداث محمد محمود الثانية جابر صلاح، وإصدار تشريع للعدالة الانتقالية يمكن من إعادة محاكمة رموز النظام السابق وقتلة الشهداء دون حماية أو حصانة لأي منهم، وإقالة وزير الداخلية أحمد جمال الدين، وإسقاط حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ثورية، بالإضافة إلى دعوة رئيس الجمهورية لإعلان خطة واضحة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها. ومن أبرز المشاركين في مليونية «حلم الشهيد» أحزاب المصريين الأحرار، مصر القوية، الوفد، المصري الديمقراطي الاجتماعي، التجمع، الدستور، مصر الحرية، حركة 6 أبريل، ائتلاف أقباط مصر، الحركة الديمقراطية الشعبية، اتحاد شباب ماسبيرو، صوت الحرية، الجبهة الحرة للتغيير السلمي، ائتلاف ثورة اللوتس واتحاد شباب الثورة، وانتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان لتأمينها وتفتيش الداخلين للتحرير، وارتدوا زيًا موحدًا، حيث قام أعضاء اللجان الشعبية بوضع الأسلاك الشائكة، والحواجز الحديدية بجميع مداخل ومخارج الميدان، واقتصاره على دخول المتظاهرين والثوار لا غير، وعلى الجانب الآخر كثفت قوات الشرطة من تواجدها بمنطقة جاردن سيتي وخلف الحوائط الخرسانية الفاصلة بينهم وبين المتظاهرين، كما كثفت من تواجدها حول المنشآت الحكومية الرئيسية، ومراكز وأقسام الشرطة والسجون العمومية، تحسبا لأي حالات طارئة. وألقى خطبة الجمعة في ميدان التحرير الشيخ محمد عبدالله نصر رئيس جبهة أزهريون للدولة المدنية، وقال في الخطبة إنه يطالب «بإسقاط الرئيس محمد مرسي» بعد أن طلب منه الشعب إسقاط الإعلان الدستوري، ودعا الشيخ نصر إلى نصرة الثوار وخروج مصر من أيدي من اسماهم ب»السفاحين، وللجمعة الثانية على التوالي غاب الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب جامع عمر مكرم عن خطبة الجمعة وذلك تزامنا مع مليونية «حلم الشهيد» في ميدان التحرير. الى ذلك توافد المتظاهرون على الميادين بالمحافظات المصرية بعد أداء صلاة الجمعة، حيث انقسمت التظاهرات بين التأييد للإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور الحالي، وأخرى رافضة لهذه القرارات، مطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور لضمان إصدار دستور متوازن لكل المصريين. من جهتها قامت وزارة الصحة بنشر عدد من سيارات الإسعاف بالشوارع المحيطة بميدان التحرير لخدمة المتظاهرين المشاركين في المليونية، في الوقت الذي قام فيه المستشفى الميدانى الموجود ببداية شارع طلعت حرب والآخر الموجود بالحديقة الوسطى للميدان بتكثيف استعداداتهما للحشد الكبير من المتظاهرين.