تعهد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي في كلمته أمام الثوار بميدان التحرير مساء أمس بأن يرد حقوق ضحايا الثورة المصرية، قائلاً إن ذلك دين في رقبته لن يتهاون في أدائه، كما أعلن تمسكه بكل صلاحيات الرئيس وأنه لن يرضى بانتقاص أي منها، وسيعمل على استردادها كاملة. مجدداً العزم على البقاء جندياً في صفوف الثورة حتى استكمال كافة أهدافها. وأن يكون رئيساً لكل المصريين، من وقفوا معه، ومن عارضوه، وأن يقف على مسافة واحدة من الجميع بدون تمييز لأحد إلا بقدر احترامه للقانون والتزامه بالنظام. وأن يظل حارساً للدستور، مجدداً احترامه للقوانين وأن تظل مصر منارة لدول العالم. ودعا جميع فئات الشعب للتعاون من أجل بناء دولة مدنية حديثة، وتطوير الاقتصاد. وكان مرسي قد شارك في مليونية جديدة بميدان التحرير أمس تحت عنوان "تسليم السلطة"، بدعوة من العديد من الأحزاب والقوى والائتلافات الثورية. وتوجه للميدان عقب أدائه صلاة الجمعة بالجامع الأزهر. ورفع المشاركون في مليونية الأمس لافتات تطالب بتسليم السلطة بكامل صلاحياتها للرئيس المنتخب، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب المنتخب، ومنح الجمعية المنتخبة لإعداد الدستور الفرصة كاملة لإنجاز مهمتها. وكان الآلاف قد توافدوا منذ وقت مبكر على الميدان، وأعادوا نصب خيامهم، وأغلقوا جميع الشوارع المؤدية أمام حركة السيارات، كما انتشر شباب اللجان الشعبية للتأكد من هويات الوافدين وتفتيشهم لضمان عدم وجود عناصر خارجة على القانون أو بلطجية بين صفوف المتظاهرين. وحجز المتظاهرون أماكنهم مبكرا أمام المنصة الوحيدة الموجودة بالميدان. وشاركت في المليونية غالبية القوى الثورية والأحزاب السياسية وفي مقدمتها أحزاب الحرية والعدالة، والنور، والوسط، وحركة شباب 6 أبريل، وحركة شباب 25 يناير، ومجلس أمناء الثورة، واتحاد شباب الثورة. فيما قاطعتها أحزاب التجمع، والمصريون الأحرار، والجبهة الديمقراطية، والائتلاف المدني الديمقراطي الذي يضم أكثر من 25 حزبا وحركة سياسية. وفي خطبته التي ألقاها على المصلين بالميدان طالب الداعية صفوت حجازي المجلس العسكري بتسليم السلطة كاملة للرئيس المنتخب، مشددا على رفض الإعلان الدستوري المكمل ووصفه بأنه "ترسيخ للدولة العسكرية"، وطلب من الرئيس محمد مرسي أن لا يقبل ما يريده المجلس العسكري من وراء قراره بحل مجلس الشعب المنتخب، كما طالب المصريين بألا يساهموا في صناعة فرعون جديد، حسب قوله. وكان مرسي قد أدى صلاة الجمعة أمس بالجامع الأزهر في حضور شيخه أحمد الطيب ومفتي الجمهورية على جمعة، ووزير الأوقاف محمد عبد الفضيل القوصي. وجاءت الصلاة في الأزهر الشريف لتعيد تقليدا مصريا عريقا، حيث كان السلاطين والمماليك يحرصون على أداء صلاة الجمعة فيه من حين إلى آخر. واحتشد آلاف المصريين قبل أداء الصلاة وتدافعوا لتحية مرسي، حيث فشلت الحراسة الأمنية المشددة في إبعاد المواطنين عنه.