* كتب الزميل الدكتور أحمد العرفج في زاويته ليوم الخميس مقالًا تحت عنوان: (الأمل في قل ولا تقل)، وهو يرى في الكتابة عن الشأن العام ليست سوى مضيعة للوقت، لأنه لم يجد لها صدى، وأن لا شيء تَحقَّق من خلالها، وأن كل مطالب الكُتَّاب التي كانت قبل ثلاثين عامًا، هي ذات المطالب التي لم تتغيّر، مستشهدًا بقيادة المرأة ومطالبة الكُتَّاب، والتي ما تزال حتى اللحظة رغبه مُعلَّقة دون إجابة، والحقيقة أنني أختلف معه جدًا في تعميم هذه الفكرة، لأنني أعرف جيدًا أن العملية الإعلامية لم تكن كما يراها هو، بل قامت بواجبها، وفتحت الكثير من المغاليق، وحرَّكت السكون في المياه الراكدة، وأنجزت للوطن والمجتمع منجزات ضخمة من أهمها حرية الكلمة، وتخليص المرأة من متاعبها مع الزوج، مع البطاقة، مع الحياة كلها، كما ساهمت في تعديل الكثير من الأخطاء، وحاربت بإخلاص كل أعداء الوطن، وقتلت كل الأفكار السمجة، وحققت للإنسان منافع أضافت له ولم تنقصه، ربما كل هذه المنجزات مرَّت ولم يرها العرفج، لينتقص بذلك من الكتابة في الشأن العام، وكل الذين يكتبون من أجل الناس، ولقناعته كان قراره أن يكتب عن "السين والضاد"، و"ألق اللغة"، و"أناقة البلاغة"، إلا أنني كنت أتمنى أن يقف عند ذلك، ويُلزم نفسه بما قرَّر، لأكتشف أنه لا يتمسك بفكره، وأنه ينسى ما قاله ويكتب عن معاناة قارئة، وهو يرفض الكتابة في هموم الناس، وهي القضية المُحيّرة فعلًا.. ما علينا...!!! * ومن هنا فإني أعترف للزميل الدكتور "أحمد" الشاعر الذي أقنعني بجمال شعره، وشدّني بنثره وسجعه، عدا مقالاته التي حدّثتنا عن شهادة الدكتوراة وغربته وتعبه، وهو يظل كاتبًا أنيقًا، وزميلاً له في ذهني مكانة تليق بفكره وثقافته، وكل ما يقدمه للقارئ، الذي بالتأكيد يقرأ "أحمد" قبل النوم وبعد أن يستيقظ من النوم مباشرة، وقبل تناول قهوة الصباح، هكذا أعتقد أنا وكل الذين يعشقون الكاتب أحمد العرفج، الذي يهمه أن تكون زاويته أرقى من أن تتناول هموم الناس، وهو رأيه الذي لم يخفه عن أحد، بل قدّمه وقرّر وهو في كامل قواه العقلية أنه أكبر من أن يقترف ذنبًا كهذا!! وما أظنّه يسخر من أحد؛ سوى أنه وجدها فكرة، فقدّمها قبل أن يُفكِّر أو يعي أنه أخطأ في المقام الأول على بعض مؤسسات الوطن، الذي وصفها بأنها لم تأبه بالعملية الإعلامية، ولم تلتفت لها إطلاقًا، وهو بذلك يلغي بظلم فادح أعمال وزارة كوزارة الإعلام، وبأنها لم تكترث بأكثر الأفكار التي كانت تطرح في زوايا الكُتَّاب، ولم تتعامل معها بجدية!! فهل فكّر الزميل "أحمد" فيما كتب..؟! أتمنى أنه يملك الإجابة الكافية ليقنعني أنا كقارئ أحترم ثقافته...!!! * (خاتمة الهمزة).. اليوم همزة الوصل كانت مني لزميلي "أحمد"، الذي أطلق كلماته كما يطلق البعض الرصاص في الأعراس، ليشيّعوا بعدها حبيبًا سقط بسبب طلقة خاطئة، وليتها تحمل له كل التساؤلات ليرد بعد الندم!! للقلم هيبته وحرمته ومبادئه وقيمة مفرداته، ليُذكِّرني بمقولة من قال: (إن الندم هو الخطأ الثاني الذي نقترفه)، فهل يعرف أحمد القائل..؟! أعتقد أنه يعرف الإجابة!! وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]