في تطور ميداني مهم استخدم المقاتلون المعارضون للنظام السوري للمرة الأولى صاروخًا مباشرًا أرض جو مضادًا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب (شمال)، في حين أكد رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف أن روسيا لا تقيم «علاقات مميزة» مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقتل 87 شخصا أمس في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، هم 36 جندياً و32 مدنيًا و19 مقاتلاً، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وقال مدفيديف في مؤتمر صحافي عقده في باريس بعد محادثاته مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت «ليس هناك علاقات خاصة ومميزة مع الرئيس بشار الأسد، هذه العلاقات التي كانت موجودة في الاتحاد السوفياتي مع والده حافظ الأسد ليست موجودة في بلادنا مع الرئيس الحالي». وأضاف مدفيديف الذي تعتبر بلاده مع الصين وإيران أبرز داعمي النظام السوري على الصعيد الدولي، «أقمنا ونقيم مع دمشق علاقات عمل جيدة». وأوضح «لا يقضي دورنا بدعم أي نظام كان». وقال مدفيديف «ثمة ملاحظات حول هذا الموضوع يمكن بالتأكيد أن نقولها للرئيس الاسد ولهذه المعارضة لأن الدم يهرق من الجانبين اللذين يتحملان المسؤولية نفسها عما يحصل هناك». وخلص رئيس الوزراء الروسي القول «مهمتنا هي أن نحملهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات». من جهتها، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الثلاثاء، السلطات السورية بالوقف الفوري عن استخدام القنابل العنقودية في نزاعها مع مقاتلي المعارضة لأن هذه الأسلحة تقتل من دون أي تفرقة. ودعت المنظمة العالمية الحكومة السورية إلى التوقف فورًا عن استخدام القنابل العنقودية البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول. وأوردت المنظمة الحقوقية نقلًا عن شهود أن هذه القنابل استهدفت مجموعة تضم 20 طفلًا على الأقل كانوا متجمعين في ملعب. وشددت ماري ويرهام مديرة قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش على أن «هذا الهجوم يظهر أن القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة المدنيين والعسكريين. وبسبب الضرر الفظيع الذي تلحقه بالمدنيين، يجب عدم استخدام القنابل العنقودية بتاتًا من أي طرف كان». وأضافت: «على الحكومات كافة، بما فيها حلفاء سوريا، إدانة استخدام دمشق قنابل عنقودية لأن هذه الأسلحة محظورة على المستوى الدولي بسبب تأثيرها على المدنيين». ميدانيًا، سجل تطور نوعي تمثل للمرة الأولى باستخدام المعارضة المسلحة لصاروخ أرض جو لم يعرف نوعه لإسقاط مروحية للنظام في شمال سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «أصيبت الطائرة بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف المنطقة المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح منذ بدء النزاع في سوريا قبل عشرين شهرًا». وأضاف عبد الرحمن أن «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيرًا إلى الثوار»، مشيرًا إلى أنه لا يعرف من أي طراز هي.