المرأة تلك الإنسانة الضعيفة جسدياً القوية جداً بعواطفها الجياشة وأحاسيسها المرهفة وفكرها وعلمها وهمتها العالية التي فاقت همة كثير من الرجال ولذا سميت النساء شقائق الرجال وكذلك نصف المجتمع ولكن سأهتم بمقالي هذا بعاطفتها الجياشة وأحاسيسها المرهفة، فالمرأة عندما تحب فإنها لا تحب بقلبها فحسب بل بكل جوارحها وحواسها الخمس وتحس حبها يجري في عروقها. إن حب المرأة لزوجها أو حتى لخطيبها قد يصل إلى حب التملك الجنوني لا تسمح لأي كائن أن يشاركها ذلك الحب بل قد تصل عندها الغيرة على زوجها حتى من أبنائها وبناتها الأقربين، نعم هذا هو حال المرأة الصالحة الصادقة المخلصة لزوجها التي تخشى الله في السر والعلن وتقوم بواجباتها كاملة نحوه كما أمرها الله وهداها إليه رسول الرحمة والمودة محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). 21: الروم. وقال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي إذا أمرتها أطاعتك وإذا نظرت إليها أسرتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وأهلك). رواه البخاري.. وقد أمرنا رب العزة والجلال بالعناية بالمرأة وعدم ظلمها وكذلك هدانا إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا). 19: النساء. وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً). أخرجه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة (أي لا يبغض ولا يكره) إن كره منها خلقا رضي منها آخر) أخرجه مسلم.. ولكن رغم هذا التوجيه الرباني والنصح النبوي نجد كثيرا من الأزواج للأسف الشديد يسيؤون لزوجاتهم ويظلمونهن ولا يعطون بالاً لمشاعرهن وأحاسيسهن المفعمة بحبهن لأزواجهن فتجده دائماً مكفهر الوجه مقطب الجبين في البيت لا ترى الإبتسامة في محياه وتصل بالبعض من الأزواج إلى هجر زوجاتهم مدةً طويلةً بل إلى تعليقهن سنوات طويلة فلا هن متزوجات ولا هن مطلقات من أجل أسباب قد تكون تافهة أحياناً ولهذا أقول من هذا المنبر لهذه الفئة من الأزواج إتقوا الله ورفقاً بقلوب القوارير فإنهن مرهفات الإحساس وعاطفتهن جياشة وهي اللبنة الكبرى التي يقوم عليها بناء الأسرة التي بالتالي تكون المجتمع فإذا صلحت المرأة الأم صلحت الأسرة وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع. حمود الشميمري - جدة