* يا بنات، نراسله ولاّ ما نراسله!! يا بنات، نكلّمه ولاّ ما نكلمه!! هكذا كانت إحداهن تسأل زميلتها عني أنا، بس إيش رأيك يا بدرية نراسل (الكاتب) عشان يكتب عن معاناتنا، وبدرية تقول لها أنا على أتم الاستعداد، لأن مشكلتنا تحتاج للإعلام، وببساطة ظللن هكذا في حوار مخيف انتهى بهن لقرار، لأسأل نفسي عن سبب الخوف من كاتب حمل أمانة القلم، وتحمّل المسؤولية ليكون أداة خير، لا أداة شر، لكن لهنّ العذر ومعهنّ الحق، لأن الزمن هذا خلط بين التناقضات، وصنع ما لم يكن في حسبان أحد، لدرجة أنه كاد يسحب الثقة من صدور الأحياء، وكل ذلك بسبب بعض الأفعال التي تِأتي من بشر غلّفوا الشر بالسلوفان، وصافحوا الشيطان من تحت الغلاف، ومارسوا الغش بطريقة منفرة، وتستّروا خلف الجدران، وخلف المبادئ الوهمية، وهم أشرّ خلق الله، لتكون النهاية هذا الواقع الأليم، ويصبح الخوف سمة، لتبدو التصرفات كلها مشوّشة بطريقة مثيرة؛ يصعب فيها التمييز بين عدوك من صديقك، ومن أحاديثهن عشت حالة هلع، أحمد الله أن ذلك الشعور كان بعد كتابتي للمقال الأول، ويعلم الله أنني لم أتحدث أبدًا مع واحدة منهن، ولا حتى مع من اختاروها للمهمّة، وكان البريد الإليكتروني ورسائل ال(sms) هي الوسيلة الوحيدة التي فتحت أمامي مغاليق المعاناة، وكل أسرار المشكلة، فكتبت لهن مقالين، وبالأمس كان المقال الثالث..!! * ومن هنا فإني أريد فقط أن أطمئن قارئاتي وقرائي بأن ثقافة وفكر الكاتب أكبر من أن تصنع منه شريرًا يخون الأمانة!! كما أسأل كل الناس اليوم في هذا الزمن الذي لم يعد للسر فيه صندوق؛ ولا للهمس مكان، ولا للصبر حدود، لأننا نعيش في زمن مختلف، زمن يبدو مثيرًا، وأن القادم لن يكون سوى الصعب والسهل معًا، لكن المهم هو أن نحترم شيئًا مهمًا هو "ديننا العظيم" الذي نحن أفسدنا فيه رقيّه وعالميّته ببعض التصرفات الهابطة، واستغللنا كل شيء لخدمة الشيطان والغريزة بطريقة مقززة، وكأن خلقنا يختلف عن كل ما خلق الله، وهي الحقيقة التي ندسّها بالثياب، ونسترها بالمظاهر، وهي تبدو في تصرفاتنا، في عيوننا، في مطارداتنا للأنثى التي إن سارت على الرصيف ركضت خلفها، ووقفت بجانبها عشرون عربة، وكلها تحاول الظفر بها لدرجة أن الكل ينتظر فشل المهاجم الأول ليأتي الثاني وبعده الثالث.. وهكذا تظل الحكاية إلى أن تصل للمنزل، أجزم أن مثل هذه التصرفات هي التي صنعت في نفوس الناس -ومنهم قارئاتي- تلك المشاعر المملوءة بالخوف والريبة، وحين اكتشفوا الحقيقة التي كانت درسًا ربما صنع في صدورهن بعض الثقة في شخص (الكاتب)، والتي ربما يفسدها آخر، لأن المثالية في زمننا هذا متباينة ونسبية، لكني آمل أن يكون التصرف الظاهر لا يختلف عن الباطن، بدلاً من الغش والخديعة ليكون الإحسان السمة لا أكثر..!! * (خاتمة الهمزة).. يا بنات؛ الكاتب إنسان يعيش على حافة الحقيقة، امتهن الكتابة ليمنح غيره من خلالها الحياة لا الموت، ولا أجمل عنده من أن يرى نفسه في هزيمة المعاناة، ليُحب بعدها مفرداته أكثر من ذي قبل، وحتى أكثر من بناته، فهل وصلت الرسالة؟! أتمنى ذلك.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]