تُطل علينا ذكراك العطرة يا أبي هذه الأيام ونحن ننهل من فيض نبعك الوافر.. نعيش على رصيد القيم والمودة والحنان.. نتذكر صوتك الشجي الرخيم.. صداحًا بآي من الذكر الحكيم.. ورغم طول الغياب.. يتواصل مع مقامك الكريم.. أبناؤك وبناتك وكل الأحباب.. نسعد بإطلالتك المشرقة.. وبسمتك الحانية.. وعطفك الأبوي.. ونصائحك الغالية.. وحرصك على ترسيخ المحبة وتوثيق العُرى.. وتجميع القلوب.. فكنت حقًا.. الساكن الأوحد لهذه القلوب.. التي بادلتك المودة.. وخصتك بالاحترام والتوقير.. وعميق الامتنان والتقدير.. وكيف لا.. وأنت الحافظ لكتاب الله.. المعلم لآياته وأحكامه.. الساعي لتفسيره خيرًا ويُسرا.. تلاميذك النجباء يذكرونك بالخير.. يدينون لك بعد الله، فيما حققوا من سبقٍ ونجاحٍ.. في حفظ كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. مرت عشر سنوات لم أُردِّد كلمة (أبي) لكن صورتك لا تفارقني.. صورة العطاء والحنان والحب والسكينة والتسامح والعصامية.. صورة المربي الفاضل لأجيال وأجيال والتي تذكرك دومًا بالخير.. في كل مكان من بلادنا الحبيبة. وإن ما يُسعد قلوبنا في ذكراك الغالية.. أن صورتك التي تعاودنا في كل حين.. تحمل علامات الرضا والسكينة والسرور.. وأنت بجوار العلي القدير.. تنعم بإذنه تعالى.. بموفور الرحمات والنفحات.. ذلك هو الفضل المبين. أما شريط الذكريات.. فهو الحدث اليومي المتجدد.. الذي لا نراك خلاله، إلا ساعيًا في الخير.. مُصلحًا لخلاف.. مُعالجا لشقاق.. برأيك السديد.. وحكمتك البالغة ونظراتك الثاقبة.. فاستمرت على يديك وبمشيئة الله.. رحلة الحياة.. لأسرٍ وعائلات.. وشبابٍ وفتيات.. يذكرون لك كل يوم هذه المواقف الجليلة.. واللمسات الإنسانية النبيلة. أما نحن.. فعلى طريقك سائرون.. وبوصاياك ملتزمون.. وعلى العهد ماضون.. وبحبل الله معتصمون.. نجني ثمار غرسك وتربيتك وتفانيك وعطائك. نعم.. هي ذكرى لا تغيب.. وسماتٌ يعرفها البعيد والقريب.. ستظل يا أبي على الدوام بإذن الله.. نبراسًا للخير.. على مدى الأيام والسنوات.. نم يا أبي قرير العين سعيدًا بما قدمت، تنعم برضا العلي القدير.. إلى جوار النبيين والصديقين والشهداء.. فلقد صدق فيك قول الشاعر: دقاتُ قلب المرء قائلةً له إن الحياة دقائق وثوانِ فاصنع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان.. عمرٌ ثانِ