أعلنت قيادات من فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية إنهاء الانقسام تضامنا مع غزة التي تتعرض لهجوم جوي اسرائيلي منذ الاربعاء، وقال القيادي في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب عبر مكبرات الصوت أمس في مظاهرة بمدينة رام الله: «من هنا من رام الله، نعلن الى جانب قيادات اخرى اننا ننهي الانقسام». واضاف: «خائن من يتحدث عن الانقسام بعد اليوم»، وقال القيادي في حركة حماس محمود الرمحي في التظاهرة: «مجرم من يتحدث عن الانقسام بعد اليوم». وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن نتنياهو طلب التهدئة من الأمريكان والأوروبيين وشخصيات دولية عديدة ومن مصر بصورة مباشرة ،وأن مصر وقطر وتركيايبزلون جهوداً كبيرة لوقف الحرب وتحقيق التهدأة،مؤكداً أننا لن نقبل بها إلا بتحقيق شروطنا ،مشيراً إلى أن العدو الاسرائيلي هو من بدأ الحرب وعليه اتخاذ قرار وقفها قبل الولوج للتهدئة . وأضاف خلال المؤتمر الصحفى الذي عقده بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة مساء أمس أن العدو الصهيونى إذا فكر فى الزحف البري على غزة سيكتشف جاهزية المقاومة الفلسطينية ،وأننا لا نريد تصعيداً ولا نخشي من استمراره لأننا نملك إرادة المقاومة،مؤكداً أن الغارات الاسرائيلية لن تجبر أهل غزة على الرحيل من وطنهم ،وأنهم اليوم يعودون وهم متمسكون بالأرض ولن يقبلوا بأرض غيرها ،وندرك أن سيناء أرض مصرية وندافع عنها كما يدافع المصريون عن غزة الفلسطينية .وقال» إن العدو الصهيونى أراد تحقيق نجاحات على حساب شعبنا ، وأراد أن يختبر مصر الجديدة بعد الثورة ، فكان الجواب غير الذي توقعه ، أراد أن يختبر دول الرببيع العربي ، فكان العرب عنذ حسن ظننا وليس ظنهم «.وأضاف مشعل « أراد نتنياهو أن ينجح في الانتخابات ، وأن يظهر بدور البطل فيسدد ضربات تظهره صقرا ومنجزا وهو اليوم قلق ، أراد هذا العدو أن يجرب أسلحته وقبته الحديدية لتسويقها ، إلا أن سلاح غزه المحدود أربكه وما طوره في السنوات الماضية ، وبالتالى كشف نفسه دون أن يستر عورته». ومضى قائلا: « إن نتنياهو أراد تحقيق ثلاثة أهداف مع رسائل عديدة ولكنه لم يفلح ، لا شك أنه نجح في اغتيال القائد البطل أحمد الجعبري ، كذلك أراد أن يرمم قدرته في الردع ولكنها فشلت ، وأراد القضاء على البنية التحتية للمقاومة ، ولكن المقامة ردت عليه عمليا بالفعل وليس بالقول ، كذلك أراد أن يوجه رسالة إلى أبناء غزة أنه يستطيع أن يضرب كيفما يشاء وفي أي وقت شاء ، لكن شاركناه زمام المبادرة بالرد عليه رغم فارق الإمكانيات ، وبالتالى أهداف العدو فشلت».وأوضح مشعل « إن نتنياهو يلوح الآن بالحرب البرية بغرض إفزاع العالم بالضغط على مصر وتركيا وغيرهم للضغط من جانبهم على حماس ، لفرض شروطه - إسرائيل - ، فإذا كان أهلنا ومقاومتنا لا تخاف من السلاح وهو يقتلها في صدورها فكيف يخاف من التلويح».وأضاف مشعل « إن المعنويات في الأرض عالية ، وتستطيعون المراهنة عليها ، بعكس معنويات نتنياهو وفريقه الذي يتسلح بكل سلاح تقليدى وغير تقليدى «.وقال خالد مشعل «أن نتنياهو أراد أن يربك الرئيس الأمريكي أوباما خلال دورته الثانية في انتخاباته ، ليمنع أي اتجاه دولى لإنصاف الشعب الفلسطينى ولو بخطوات محدودة ، ونحن لا نراهن على شئ إلا الله سبحانه وتعالى» .
وشارك المئات في التظاهرة التي دعت اليها القوى الوطنية والاسلامية وسط مدينة رام الله تضامنا مع قطاع غزة، ورفع خلالها العلم الفلسطيني فقط، وغابت رايات الفصائل الفلسطينية، في مشهد غير مألوف. وعلى منصة مرتفعة، وقفت قيادات الفصائل الفلسطينية وهم جبريل الرجوب الى جانب محمود الرمحي والقيادي في الجهاد الاسلامي سعيد نخلة، وقال الرجوب «من هنا، من رام الله نعلن وأد الانقسام وبداية برنامج نضالي وطني في مواجهة الاحتلال على قلب رجل واحد». واضاف: «سنعيد صياغة منظمة التحرير الفلسطينية بما يضمن وجود حماس والجهاد فيها». من جهته، قال محمود الرمحي: «الدم الذي يسيل في غزة يجب ان يوحدنا، ونعلن وحدتنا منذ اليوم، ومجرم من يريد ان يبقى الانقسام قائما». بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي جهاد نخلة «اذا لم يحركنا الدم المراق في غزة فلن يحركنا شيء اخر، ومن هذا اليوم نقول ان وحدتنا بدأت تحت مظلة واحدة لمواجهة هذا الاحتلال». واعلن الرجوب شكره للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح على موافقتهم على هذا الاتفاق، في اشارة الى وجود اتصالات بين قيادات هذه الفصائل بشأن ما اعلن عنه. وشاركت قيادت عليا من الفصائل الفلسطينية في التظاهرة التي سارت في شوارع مدينة رام الله، وهتف المشاركون في المسيرة «يا قسام يا حبيب اضرب اضرب تل ابيب» في اشارة الى الجناح العسكري لحركة حماس. وفي القدسالمحتلة اعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أمس ان الهجمات الصاروخية الفلسطينية من قطاع غزة تجاه الاراضي الاسرائيلية انخفضت بنسبة 40 بالمائة وان سلاح الجو الاسرائيلي شن على قطاع غزة 1350 غارة جوية منذ بدء عملية «عمود السحاب»، بينما قال مسؤول قريب من نتنياهو ان إسرائيل مستعدة لغزو غزة بريا لكنها تفضل الحل الدبلوماسي، واشارت مصادر اسرائيلية الى تمسك اسرائيل بنزع سلاح غزة مع الاحتفاظ بحق مطاردة «الارهابيين» على حد وصفها داخل الاراضي الفلسطينية كشرطين لتوقيع اتفاق هدنة تدوم ثلاثين عامًا. وفي اسطنبول اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل أمس بارتكاب «اعمال ارهابية» بقصفها لقطاع غزة. وقال لمؤتمر المجلس الإسلامي الأوروآسيوي في اسطنبول «من يربطون بين الاسلام والارهاب يغضون الطرف عن عمليات قتل جماعي للمسلمين ويشيحون بوجوههم عن قتل الاطفال في غزة». وأضاف: «لهذا السبب اقول ان اسرائيل دولة ارهابية وان أفعالها اعمال ارهابية».