طالب الدكتور يوسف القرضاوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «الدعاة والأئمة بالاهتمام بمقاصد الشريعة الإسلامية، وفقه الأولويات، والارتقاء بمستواهم الثقافي والديني والعلمي لدورهم في هداية الأمة، وتوجيههم إلى الوجهة الصحيحة وشرح المفهوم البيَّن للدين الإسلامي البعيد عن الغلو والتشدد»، وبضرورة معرفة فقه المقاصد الكلية التي ذكرها الامام الغزالي للحفاظ على الدين والنفس والنسل والعقل والمال، والبعض يضيف العرض الى هذه المقاصد، وفي كل قضية لا بد أن يجد الانسان مقصدًا وأن يراعي المقصد الكلي، وقال: عليهم ان يعرفوا فقه النتائج والآثار والنهايات في المستقبل. وقال القرضاوي في أول لقاء له بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف مع دعاة وأئمة الوزارة من مختلف محافظات مصر أمس الأحد إنه يجب على الداعية ألا يعيش في عصره فقط، بل عليه ان ينظر للمستقبل ويراعي النهايات، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي الأمور المستقبلية، فعندما اقترح عليه البعض ان يقتل عبدالله بن سلول قال: «اخشى ان يقول البعض إن محمدا يقتل اصحابه»، فهذا فقه النتائج. وأكد ضرورة استمرار اطلاع الدعاة على كل جديد في العلوم الدينية والشرعية للعلو بقدر الأمة ولاستعادة مصر لمكانتها المستحقة بين الأمم، مشيدًا بدور الأزهر في مصر والعالم لنشر الدين الصحيح المعتدل والوسطي وبعلمائه في كل أنحاء العالم. وعبر عن استيائه من وجود أخطاء شرعية ونحوية وصرفية بين شباب الدعاة من الأزهر الشريف، محملا علماء الأمة مسؤولية تصحيح هذا الخطأ، مطالبًا بالالتفات إلى شباب الأمة من الخطباء والدعاة الجدد وأنه على الشباب أن يعترفوا بحاجتهم للعلم والعلماء حتى نعيد تراث اللغة العربية ونخرج علماء قادرين على قيادة الأمة والرفع من شأنها، موضحًا أنه لا يمكن لهذه الأمة أن ترتقي إلا إذا ارتقى علماؤها، خاصة في ظل انتشار الأخطاء، مشددًا على ضرورة تعليم أبنائنا التعليم الصحيح، واللغة العربية الصحيحة. وشدد على وجوب مشاركة المرأة الرجل فى كل شيء من نواحي الحياة حتى ترتقي الأمة الإسلامية في كل شيء، وحتى يعود الأزهر إلى أداء رسالته لنشر الإسلام في كل مكان من ربوع الأرض، مطالبًا الجميع بأن يقف من أجل أن تستعيد مصر قيادتها وريادتها بين الدول، بعد أن كانت متأخرة عن أدائه. ودعا القرضاوي الدعاة إلى قراءة كتاب «ثقافة الداعية»، الذي ألفه وتناول فيه 9 ثقافات مختلفة، منها الدينية والتاريخية، والإنسانية، واللغوية، والعلمية، والثقافة الواقعية.